الجمعة، 23 أبريل 2010

السلفيون والبرادعي .. لماذا الأن ؟!!

123بعد انقطاع دام لأسبوعين، وبالتحديد منذ السادس من إبريل الماضي، أعود لأكتب بعض التعليقات على الأحداث الجارية، والتي يصعب السكوت عنها، لاسيما وقد تصدر للمشهد من لاخلاق لهم، وبات السفهاء وصبية القوم محللون يدلون بدلوهم.

بداية لفت انتباهي التدخل السافر من السلفيين في السياسة، الأمر الذي لم نعرفه من قبل عن تلك الجماعة، التي تعتزل العمل السياسي، بل وتبدع جماعة الإخوان المسلمين لمشاركتها في الحياة السياسية، إذ انبرى منظروها فجأة ودون سابق إنذار للهجوم على الدكتور البرادعي: وصفه أحدهم بأنه عميلاً أمريكياً، والأخر أفتى بأن تأييد البرادعي حرب لله ولرسوله كما الربا وأشد!، والثالث أكد أن التغيير قد يكون للأسوأ في إلماحة إلى قاعدة مشهورة بين المصريين ( من نعرفه خيرُ ممن لانعرفه )..

بداية ارتكب السلفيون الثلاثة حماقة شديدة القبح في حق من ينتسبون إلى العلم، ذلك أنهم أطلقوا فتاواهم في حق الرجل دونما تبيين لما نُقل إليهم، فمن أفتى بأن تأييد البرادعي حرب لله ولرسوله بنى كلامه على غير أساس، إذ أنه قد طرقت مسامعه معلومات تفيد أن البرادعي يطالب بإلغاء المادة الثانية من الدستور، فاعتمد على هذا النبأ الذي حتما نقله فاسقاً وأفتى بتلك الفتوى .

الثاني وصراحة مواقفه تبدو شديدة الغرابة ذلك أنه إبان حرب غزة هاجم حزب الله وإيران، وأثنى على مواقف مبارك في التعامل مع الشيعة؛ اتهم البرادعي بإتهام خطير يحاسب عليه الشرع والقانون.. اتهمه بالعمالة لأمريكا تحديداً، وكأن الشيخ سبر غور أروقة الحكم في أمريكا، فاطلع على غيب البيت الأبيض، وعرف بأمر عمالة البرادعي !

أما ثالثهم فلاحاجة للتعليق على كلامه، فمن قبل أفتى بحرمة الإضرابات والمظاهرات إبان إضراب 6 إبريل الأول في العام 2008، بدعوى أنها بدعة لم يقم بها السلف!، وأنها تساهم في خراب البلاد والعباد، فهذا لن يجد غضاضة في أن يفتى بحرمة تأييد البرادعي، وحرمة التغيير، وحرمة حتى أن أكتب تلك السطور!

أثناء كتابة تلك السطور خطر لي أن أبيّن موقف السلفيين من السياسة لاسيما المدرسة التي ينتمى إليها السلفيون الثلاثة ..

يقول عبد المنعم الشحات أحد منظّري المدرسة السلفية السكندرية في مقال له بعنوان " السياسة... ما نأتي منها وما نذر " : (والدعوة السلفية إذ ترى أهمية التركيز على إصلاح الأفراد وتربيتهم تربية إيمانية صحيحة مستمدة من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ... ترى أن الخوض في جزئيات "السياسة" التي يعنيها هؤلاء هو نوع من تضييع الأعمار والأوقات وانصراف عن واجب الوقت من "التصفية والتربية" إلى أمور هي أشبه بأحاديث السمر، بيد أن أحاديث السمر يقطع بها الليل وهذه الأحاديث يقطع بها العمر. )

ويضيف في ذات المقال : (وهذا لا يعني خلو الخطاب السلفي من السياسة، بل الخطاب السلفي يتناول السياسة الشرعية من جهة التأصيل العلمي العقدي الذي يعرف عند السياسيين بالأيدلوجيا. )

وفي مقال له بعنوان " المشاركة السياسية وموازين القوى " يشرح ياسر برهامي لماذا يعزف السلفيون عن المشاركة في الحياة السياسية إذ يقول : ( يختار السلفيون الإعراض عن المشاركة في اللعبة السياسية؛ لأن معطيات هذه اللعبة في ضوء موازين القوى المعاصرة عالمياً وإقليمياً وداخلياً لا تسمح بالمشاركة إلا بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم لا يرضي أبداً أحدٌ من أهل السنة أن يضحي بها في سبيل الحصول على كسب وقتي، أو وضع سياسي، أو إثبات الوجود على الساحة، فهذه المبادئ أغلى وأثمن من أن تُبَاع لإثبات موقف أو لإسماع صوت بطريقة عالية ) .

ويختم برهامي مقاله بتلك العبارة : (فكذلك لا يأمرنا – أي الله - أن ندخل في لعبة السياسة ذات الموازين المنحرفة والمصالح الموهومة، والمفاسد المتيقنة )

البيّن من تلك النقول أن السلفيين يعزفون لأن المناخ لايلائم دعوتهم الإصلاحية لإقامة دولة الإسلام – وفق رؤيتهم – وهذا يطرح تساؤلات عدة إزاء التدخل السافر الأخير في الشأن السياسي وبخاصة حالة الحراك التي حركها البرادعي :

- هل تغير المناخ، وغدا ملائماً للمشاركة في الحياة السياسية، ولو بإبداء الأراء . وإذا كنتم تحرمون الإدلاء بالأصوات في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية ( فتوى صالح الفوزان 1424هـ ) فلماذا تدلون برأيكم في عملية أنتم عازفون عنها بالأساس ؟

- لماذا خرج السلفيون فجأة من حجورهم في هجمة شرسة على الدكتور البرادعي، ولم يفعلوا ذلك من قبل مع الكثير من المعارضين الليبرالين أيضاً مثل أيمن نور ؟

- لماذا لم يدلوا بدلوهم في استبداد الحاكم، ومشروع التوريث، واستئثار فئة بالسلطة، وانتهاك حرمة المعتقلين لاسيما الأسلاميون منهم ؟

- لماذا في هذا الوقت بالتحديد خرجواً للهجوم على البرادعي، والتأكيد على أن التغيير قد يكون للأسوأ؟!!


Share/Bookmark

7 التعليقات:

غير معرف يقول...

ارحمونا من هؤلاء المخرفين الذين وجهوا اساءه بالغه للإسلام بعقولهم المتحجره وعدم اهليتهم للإفتاء فليس لهم الحق فى الإفتاء بحل او حرمه اى امر فالإفتاء يكون للمتخصصين

غير معرف يقول...

السلام عليكم /

اخي الفاضل محمد أبو العزم , هناك فرق بين من يريد أن يبرز اخطاء الاخرين والتهكم عليهم

وينسب ( الى منهجهم ) التقصير والاهمال والخمول ,


وبين من يريد ان يهدي غيره إلى الحق .

هناك فرق بين قلب هذا وقلب ذاك . . .


الهداة يحبون بعضهم وينؤون عن زلات بعضهم لأن الهدف واحد ,

لأن دينه يخاطبه قائلا , حب لأخيك ما تحب لنفسك .


لأن دينه قد حكى عن الامام على رضي الله عنه قائلا عن (( البغاة ))

" إخواننا بغو علينا "


ووصف رسول الله المؤمنين بأنهم " الموطئون أكنافا "


فإذا كان هناك تقصير وانا اتفق معك في احد الجوانب الهامة وهو الجانب السياسي عند بعض علماؤنا من السياسيون , فهذا لا يلغي ولا يزيل


دورهم العظيم في العمل من اجل نشر دين الله ,


لا تفتأ تقول الدكتور البرادعي والدكتور البرادعي


ثم تتبعا ويقول برهامي

ويقول عبد المنعم . . ..



هذا ليس من الإنصاف ابدا . . .


لولا اني اتابع كتاباتك , لقلت هذا انسان يملأ قلبه الحقد من بعض الاشخاص السلفيون .


فكن هاديا وليس ناقدا

انت بنفسك قلت أننا ممزقون , ولعل هذا التمزق والتشتت يعود الى الطرفين

السياسيين

والاسلاميين


ولكن بكل صراحة مانسبة هذا الفساد والخلل من جانب السياسيين الى جانب الاسلاميين ؟.

والجانب الاصلاحي من جانب السياسيين الى السلفيين

لوجدت ان الفساد من جانب السياسيين يتجاوز ال 80% بحد ادنى ولو ان هناك تقصير او تخاذل من جانب الاسلاميين

فلن يتعدى ال 20 % بل وقد تلتمس لهم العذر


ولكن ما اعذار اهل السياسة في الفساد السياسي و و و الذي يحلق بنا ؟؟


وعلى الجانب الاصلاحي , انظر الى شعارات الحناجر السياسية

والى الاصلاح الحقيقي الذي يحدثه الاسلاميون ( بعون الله ) وفقط في المجمتع . . .



ثم اذا حدثت اي ازمة نقول هذا بسبب تدخل الاسلاميون في السياسه ..


انتبه اخي , لا نعلم لعل من بين من ننتقص منهم ولي من أولياء الله الذين لا نعلم عنهم شيء

ولا اقصد ولي اي ولي من اولياء الصوفية .


فبدلا من ان نفرق فلتبدأ انت واجمع ,


شكرا على حسن المتابعة وجزاك الله خيرا . .

محمد أبو العزم يقول...

وعليكم السلام ..
ليس لدي مشكلة مع السلفين خصوصا ولا مع غيرهم من أصحاب المنهج الإسلامي ..
إلا أنني لاحظت شيئا قد برز على سطح الحياة السياسية فجأة وبصورة فجة، ألا وهو مشاركة السلفيين في السياسة، رغم ماعرف عنهم من عزوف عن السياسة وعن المشاركة فيهم .
والمشكلة الحقيقية هنا أنهم خرجوا محاربين لمشروع التغيير، رغم أنهم يعانون كما يعانى باقى المصريين من النظام البائس الذي يحكمنا ..

فلماذا إذن التهكم على البرادعي واتهامه بالعمالة والخيانة ..

أترضى أن أتهم أحد هؤلاء الشيوخ بالعمالة .. هم لم يكونوا منصفين فدفعونا لأن نحيد عن الصراط القويم في النقد .. وأن نلجأ إلى التشديد والتغليظ عليهم في القول ..

ولا أنكر أنني شددت النكير عليهم ذلك أنهم أهانوا الرجل ونالوا منه بما يكره أحدهم أن يقال في جاره أو صديقه فضلا عن قريب له ..

والله من وراء القصد

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله /

اخي الفاضل , اهم السلفيون وحدهم الذين يتهمون الدكتور البرادعي بهذه الاتهامات ,

لماذا هم تحديدا صارو " العقدة في المنشار " .

ثم ولنفرض جدلا ان ( بعضهم ) بعد اطلاع ومتابعة تكون عنده انطباعا وتوجها يجب التحذير منه ,


لعلهم على حق وولعلهم على باطل ,


فهم يقعون بين الأجر والأجرين , اجتهدو فأصابو فلهم اجر , إجتهدوا واخطأوا فلهم أجرين .


ثانيا / وعلى افراض انهم اتهموا الدكتور البرادعي بالعماله او عدم حرفية العمل السياسي , , ,


كل هذه المعلومات ليست سرابا وكلها معلنة , فهم لم يفتعلوا هذه الاتهامات من جانبهم ,

ثم إن هؤلاء الافاضل ننكر عليهم المشاركة في الحياة السياسية وان السلفيون مقصرون و و و . . .


وعند أول تعارف بينهم وبين السياسة نتهمهم بكذا وبكذا . . .


أهم اولى بالمواجهة أم من يحاربون الدكتور البرادعي ليل نهار عيانا بيانا وعلى كل القنوات الفضائية . . .


ولعلك تلاحظ أن جمهور الأعلام السياسي في مصر والوطن العربي كما تشير ليس غالبيته من السلفيين .

وانما غالبية المتابع للبرنامج السياسي للدكتور البرادعي هم من غير السلفيين وهم من باب أولى الأجدر منك ومن غيرك بالاهتمام .


فحتى لو خاطب علماء السلفيون حضورهم , فأنت اخترت الفئة الاقل مشاركة في العمل السياسي وقمت بتحذيرهم أو بما قلت . .


اين إدارة الأولويات , وفقه المصالح والمفاسد ؟؟

انت واعذرني الان تذكرني ببعض الطيبون من السلفيون الذين يسبون الاخوان , وبعض الاخوان الذين يسبون السلفيون . . .


والجميع يحمل نفس الهم ونفس المنهج , واظنك لا تختلف معي على سعي كل الطرفين الى تطبيق شرع الله .


كنت اتمنى ان يتسم دورنا بالايجابية وليس كما يقال

" وضعنا على أعواد الثقاب البنزين , فازداد اشتعالا " .


ماحدث من هؤلاء الافاضل الذين أشرت اليهم حتى لو كان خطأ , فهو

ليس باتجاه , وبكلمة او لفته من الدكتور البرادعي او بعض الايضاح منك تنتهي القضية وتخمد . . .


فاشحذ همتك , واستخدم قلمك فيمن اتخذ من العداء جوادا ومن الباطل سيفا حتى يقتل كل من يطالب بالتغيير .


عن عمد وبأصابات مباشرة وقاتله في قلوب أنصار التغيير . .

شكرا على حسن المتابعة
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيرا


وفقنا الله جميعا إلى ما يحبه ويرضاه





قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا







الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

غير معرف يقول...

اجتهدوا واصابو فلهم اجرين واجتهدو واخطأو فلهم أجر

محمد أبو العزم يقول...

وعليكم السلام /
ليسوا السلفيين وحدهم ولكني لم أنتقد السلفيين وحدهم !!
فقد انتقدت الحزب الوطني وغيره ممن روجوا تلك الشائعات إلا أن السلفيين الذين يزعمون أنهم أهل للعلم كان لزاما علي أن أشدد عليهم النكير ..

فكيف بقوم يقرأون قول الله ( يأيها الذين أمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ... ) ويزعمون أنهم يتدبرون كلام الله يلقون التهم جزافا على رجل لم يدروا عنه شيء ..

وإذا كان اجتهاد السلفيين في إصابته بأجرين وفي خطأه بأجر فظني أن ذلك ليس حكرا عليهم .. ولتعد ماسطرته اجتهادا فإن وفقت فلي أجران وإني أخفقت فلي أجر واحد ..

أما عن فقه المصالح والمفاسد فأولى بك أن تستذكره مع بنى قومك .. فهم لم يفقهوا مصلحتهم وراحوا يهاجمون مشروع التغيير الذي يسعى لحياة كريمة لكل مواطن بغض انلظر عن أفكاره وعقائده ..

تحياتى .

غير معرف يقول...

اخي الفاضل , إذا لم يكن السلفيون أهل العلم , فمن هم أهله ؟؟

ثانيا / انا لم أقل لك لا تنكر على احد فأنا لا " أؤله " الأشخاص , وكل يؤخذ منه ويرد .

ولكن انا اكررها ثانية انا انكرت عليك شكل الإنكار نفسه " انزلوا الناس منازلهم "

واعذر لي صراحتي ولا تغضب مني ولكن لمجرد ان فلانا اخطأ في مسألة او تبين له وجهة نظر أو رأي في فلان , نعلق له المقصلة وننزله من مقامه إلى مقام

ألسفهاء والمجرمون . هذا غير عادل أبدا .


قلت لك انا اتفق معك ان البعض قد يكون أخطأ ولكن من منا لم يخطأ


بل أصحاب المذاهب الاربعة أخطأوا ولكنهم ظلو الائمة الاربعة

بل إن الخلفاء الراشدين لم يخلوا واحد منهم من الخطأ في بعض الامور

ولكنهم الخلفاء الراشدون . . .

ثم لخطأ واحد تقول أشدد عليهم النكير , يا أخي

على أقل تقدير التمس لهم العذر لدينهم , لعلمهم , لمكانتهم , لأي شيء

لله , ثم انت تنكر عليهم , والسياسيون والبرادعي كما يقول عمرو اديب " فله شمعة منوره "


هم ملائكة الله على ارضه


أرجو ان تنكر على السياسيين والبرادعي في الماضي والحاضر والمستقبل هذا الانكار الشديد

كما تنكر على هؤلاء الاكارم الافاضل .


والأيام دول




تحياتي . . .

إرسال تعليق