الثلاثاء، 18 مايو 2010

حبيبتي والذبابة...!

كانت نائمة على سريري: مستلقية على بطنها، باسطة يديها على الفراش الأبيض الناعم كقطة صغيرة، مفرجة بين شفتيها، تتنهد على فترات متباعدة، عيناها الجميلتان مغلقتان.. ظللت أتأملها لفترة طويلة، أحدق في وجهها، أتأمل جسدها الصغير البديع..

ذبابة تتحرك في الجو، تعلو وتهبط، تروح وتغدو، تتواثب بسرعة عجيبة، تطن أثناء الطيران بصوت ملول، تتحرك برشاقة في الجو بحثاُ عن غذاء اليوم.. أوه، هل تكون حبيبتي هي غذاءه اليوم. كلا! لن تكون أبداً غذاءً للذباب.. دفعتها بيدي، رواغتني، وجاءت من الناحية الأخرى، ازددت قوة في دفعها، ودفعتها بعيداً عن حبيبتي النائمة.. ازدادت اصراراً، وحاولت الهجوم على وجنتها الصغيرة، لتتنزع رشفة ترويها، لكني زُدت عنها وضربت في الهواء بقوة، طارت على إثرها بعيداً..

عدت أتأملها، كانت لاتزال نائمة، لاتشعر بي، ولا بالحرب الضروس التي دارت بيني وبين الذبابة، إلا أني نظرت إليها تلك المرة نظرة مفعمة بالحب القاتل، وتذكرت أولئك الصنف من الهنود الذين يأكلون الأطفال.. وتساءلت في ذهول، هل يأكلون الأطفال حباً أم جوعاً ؟


Share/Bookmark

0 التعليقات:

إرسال تعليق