الأحد، 20 مارس 2011

تحية إلى أبى الروحى !

البرادعي شأنى شأن الكثير من المصريين كنت مهتما بالسياسة، أقرأ الجرائد، أتابع البرامج الحوارية، لكن لم أستطع يوما أن أكون مشاركا وفاعلا فى الوسط السياسى، كنت أجيد المشاهدة والتعليق، طالما أنى فى دائرة الأمان، ومادمت بعيدا عن أيدى أمن الدولة.
 
غير أن شيئا ما قد أوقعنى فى صراع مع نفسى لم يكن بمقدورى أن أتحمل ذلك الصراع الداخلى، فوجدت نفسى بين يوم وليلة مشاركا وفاعلا فى الوسط السياسى ربما ليس بالقدر الذى قد يجعلنى فى صدارة المشهد السياسى الشبابى، لكن لكل منا طاقة مطالب أن يعطى على قدرها، وأظن أنى فعلت.
 
دشنت مدونة على الشبكة العنكبوتية، واشتركت فى موقع الفيسبوك، وبدأت أنضم إلى العديد من الجروبات السياسية، أتابع عن كثب مايدور، أقرأ مايكتب، أحاول أن أشترك فى الحوارت، حتى جاء اليوم الذى ذهبت فيه إلى اجتماع مع مجموعة من الشباب لنتفق على الشكل الذى سنعمل به فى الفترة القادمة لتغيير مصر، كان حلم جنوني فى ذلك التوقيت، قوبلنا بوابل من الإحباطات والسخرية، كثيرون يسخرون منا، أنتم تستيطعون أن تغيرون مصر ؟ غيّروا أنفسكم أولا.. أنتم مجموعة من الشباب الفارغ تريدون أن تصنعوا شيئا يملأ فراغكم.
 
سمعنا كثيرا، وتحملنا الكثير، تحملنا المضايقات فى الشارع من الرافضين لنا، تحملنا قذارة أمن الدولة، من اختطاف للنشطاء، واتصالات للأهالى تتوعدهم إن لم يجلس أبنائهم فى البيوت ويبتعدون عن العمل السياسى، تحملنا جهدا ووقتا كنا نقدمه لأجل هذه البلد.
 
لست أذكر تلك الكلمات لأمنّ على مصر، فخير مصر علينا أكبر من أن نظن أننا نستطيع رد جزء بسيط منه، ولكنى أذكره لأنى اليوم تألمت ألما شديدا، حين رأيت الشئ الذى دفعنى للخروج من دائرة المشاهدة إلى دائرة الفعل، وقد تنكر له الناس، وآذوه، فى الوقت الذى كان يجب أن يكرم على ماقدمه لبلده.
 
نعم إن هذا الشئ الذى حركنى هو الدكتور محمد البرادعى، الرجل الذى قال منذ اليوم الأول نريد تغيير النظام بالكامل، الرجل الذى قال سأعتمد على الشباب، الرجل الذى تحمل أقذر حملة تشويه قادتها ضده وسائل إعلام مبارك، والذى مايزال على رأسها كل من شوه صورة هذا الرجل النقى.
 
حين أصدر الدكتور البرادعى بيانه من فيينا بعزمه الترشح للرئاسة إذا ماتوافرت الشروط اللازمة لذلك، دبت روح الأمل في مرة أخرى، وتبددت المخاوف والهواجس المرعبة، وتكسر اليأس على صخرة الأمل، وبُعثت فينا روح جديدة، أخرجت ألالاف من الشباب إلى الشوارع، بعدما كانوا يكتفون بالمشاهدة مثلى.
 
خرجت وكلمات البرادعى ماثلة أمامى، قوتنا فى عددنا، قطار التغيير تحرك، التغييرعمل جماعي يتوقف على وحدة الصف وقوة العدد وتوزيع الأدوار. دفعتنى كلماته لأن أتعاون مع الليبرالى واليسارى والإسلامى، لم أكن أفكر آنذاك سوى فى التغيير، كيف نتخلص من هذا النظام الفاسد.
 
كان اليأس يحدونى فى بعض المواقف، غير أن بعض الكلمات من هذا الرجل كانت تجدد الأمل بداخلى، كانت تدفعنى لأن أستمر وأواصل العمل، لم أكن راضيا عن كثير مما يحدث فى الوسط السياسى، بيد أنى صممت على تحقيق الهدف وكان الدافع وراء ذلك تلك الإرادة والثقة اللتان رأيتهما فى عيني الرجل حين التقيت به فى عدة مناسبات.
 
رأيت كم كان هذا الرجل بسيطا حين يتكلم معنا، رأيت كيف يتعامل معنا ويقبل منا نقد شديد القسوة، ومع ذلك لم ينفعل علينا يوما، ولم يتراجع يوما، ولم يهادن يوما، كانت كلماته واضحة، ومواقفه أشد وضوحا، يوم قال سنقاطع الانتخابات، اهتز النظام وسارع إلى عقد الصفقات مع بعض القوى السياسية " المتعاونة " واستمر الرجل يدافع عن رأيه ويؤكد أن المقاطعة تحرج النظام، غير أن بعض القوى صممت على المشاركة وكانت النتيجة فضيحة، مجلس مزور بكامله.
 
ولم يحاول الرجل الشماتة فيمن شاركوا بل استمر يدعوهم لمقاطعة جولة الإعادة، ودخول جولة جديدة من الصراع مع النظام الفاسد، وهكذا رأيت الرجل يعلن مواقفه بوضوح وصراحة، ويصمم عليها، ويعلن احترامه للأخرين الذين يخالفونه فى الرأى.
 
كان المتوقع لدى على الأقل بعد انتهاء ثورتنا، أن يرفع هذا الرجل فوق الرؤوس، وأن يكرم فى بلده التى عانى منها الجحود كثيرا طوال عهد حسنى مبارك، إلا أن صدمتى كانت شديدة حين رأيت الرجل يُتهم بالعمالة والخيانة والطمع فى منصب.
 
بل يصل الأمر إلى حد الجنون أن يحاول مجموعة من البلطجية بمعاونة بعض المخدوعين من الشعب الاعتداء على الرجل، ويمنعونه من الإدلاء بصوته فى الاستفتاء، ويتهجم عليه بعض الإسلاميين فيصفونه بأنه ملحد وابنته يهودية وزوجته إيرانية، ولا أعرف كيف اجتمعت كل هذه الديانات فى أسرة واحدة ؟!
 
إن الدكتور البرادعى قدم لمصر الكثير، ولم يكن يحلم بشئ سوى أن يرى بلده تنهض من رقادها الطويل، وترفع رأسها بين الأمم، ولايمكن أبدا أن يكون مصير هذا الرجل تلك الإساءة والجحود والنكران الذى يلقاهم من أبناء وطنه.
 
سأظل أذكر لهذا الرجل فضله، فهو الذى حركنى وغيّرنى وجعلنى اليوم أكتب لكم وأتفاعل معكم، فتحية إلى هذا الرجل العظيم.. تحية إليك ياأبى الروحى .

Share/Bookmark

4 التعليقات:

غير معرف يقول...

يا ريت الباقي يفهم زيك و زينا يا ابو العزم
الهجوم علي الدكتور محمد اصبح فج بشكل غير عادي اضافة الي محاولات العامية مستمية لتهميشة و فرض شخصيان حزمبلية بطيخية و يا ريت حمرا المصيبة قرعه و طعهمها بعيد عنك زي اللفت

أيمن عبدالحميد يقول...

تحية إليك محمد على هذا المقال الرائع، وتحية إجلال وتقدير للدكتور البرادعى على ما قام به وما يقوم به من أجل مصر، ويحذ فى نفسى ان أرى مشهدا كهذا يحدث له، أن يتم إقصائه ومنعه من الإدلاء بصوته والإعتداء عليه،إنه لأمر مشين، و لو تمعن هؤلاء ونظروا فى مواقف الرجل لعلموا أن له فضلا بعد الله سبحانه وتعالى فيما هم فيه الان من حرية ما كانوا يحلمون ان تتوفر لهم فى يوم من الأيام، اعلم ان هناك عدد ليس بالقليل من هؤلاء ليست لهم عقول يفكرون بها إنما هناك من يقودهم بالإضافة إلى حملة التشويه التى اشاعها ازلام النظام السابق، وامثال هؤلاء لا يأتى الحوار معهم بنتائج فهم ليسوا على استعداد له. ادعو الدكتور ان يستكمل عمله بقوة وعزيمة كما تعودنا منه وان لا تؤثر فيه هذه الممارسات والأفعال الغير مسؤلة، وادعو الله ان يوفقه، واتمنى ان تجد القوى السياسية وخاصة الشباب اليات للتحاور والتفكير الجاد بعيدا عن اى عصبية حزبية او دينية، والتركيز فقط على مصلحة الوطن



وضوعية للموضوع

حسن يحيى يقول...

كنت فاكر إني أنا الوحيد اللي مقتنع إن البرادعي هو اللي غيرني و خلاني في يوم أحلم بالتغيير، الراجل ده عظيم، و نفسي أشوف اليوم اللي صورته توصل فيه صح إلى أذهان الكثير من الناس!

غير معرف يقول...

تحياتى لك .. انا نزلت يوم 25 بسبب البرادعى وكتير معايا .. انشاء الله هايخد حقه قريب اوى

إرسال تعليق