جرحتني . خرجت من بين شفتيها كما الماء العذب ، ونزلت على أم رأسي كما الصاعقة . ظللت بعدها هاجعاً على سريري، وقد تشعبتني الهموم، وتقسمتني الغموم، وتوزًّعتني الفِكَرُ، أرسم صورة في مخيلتي لها، وهي جالسة على سريرها وقد اغرورقت عيناها بالدمعات الحارة .
لم أستطع النوم . تمنيت لو واتتني القدرة على كتابة كلمات، تنقل لها مشاعري نحوها، إلا أنني اكتشفت أن ليس هناك أعز من الكلمة حين تعوزها، غالبت نفسي، أمسكت بالقلم، كتبت: إليكِ أعتذر غاليتي . لا، نفرتُ منها، فهي عندي أكبر من ذلك، محوتها، وأعدت الكتابة مرة أخرى: إليكِ أعتذر صديقتي، ولكني لم أشعر بأن تلك الكلمة حملت كل المعاني التي أردت أن تصل إليها .. محوتها، وعدت مرة أخرى أكتب.. كتبت: إليكِ أعتذر، غاليتي، وصديقتي، وعزيزتي، وأختي، وحبيبتي..
وضعت القلم على بداية سطرِ جديد، قررت أن أكتب ( أعتذر ) ، بدأت بها، لكني تعثرت فيما بعدها، حاولت أن أجد بعض الكلمات، إلا أن مداد القلم قد جف، وأبى أن يكتب، استمررت هكذا حتى أذن الفجر، أحاول، وأكتب، وأمحو ..
عندئذ قررت أن ألجأ إلى صديقي نزار قباني، ليقرضني بعضاً من شعره، أحضرت قصائده التي لطالما كانت ملجأ لي، بحثت، فتشت، نقبت، إلا أني كلمات نزار عجزت هي الأخرى .
سأحاول ثانية، لايمكن أن أنام قبل أن يندمل جرحها، استمررت على هذه الحال، حتى أشرق الصباح : أتحرك يمنة ويسرة، أقوم وقعد، أروح وأغدو، أبحث عن ذلك الشيء الذي يسمونه الإلهام، إني بحاجة إليك الأن، أرجوك لاتخذلني .. ولكن عزّ هو الأخر .
أميرتي الغالية، أرجوكي كفكفي دمعاتك، فلستُ مستحقاً لها ..
إمضاء:
قروي ساذج
0 التعليقات:
إرسال تعليق