يطرح السيد عمرو موسى نفسه كمرشح رئاسى طامحا فى الوصول إلى كرسى الحكم فى الانتخابات القادمة، يلقى السيد موسى قبولا فى الشارع المصري لاسيما بين البسطاء، وذلك لأنه يحسن الكلام باللغة العربية، ويعرف نفسية الشعب المصري فيجيد اللعب على وتيرة العاطفة عند الشعب بحيث ينطق بكلمات يبدو للبعض أنها تحمل شجاعة وقوة فى مواجهة الصهاينة بينما هو بين المثقفين وأمام الشباب الواعى يؤكد أن إسرائيل أمر واقع وليس من الحصافة الدخول فى صراع معها.
تخرج عمرو موسى من كلية الحقوق عام 1957 م والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسى المصري بعد عام من تخرجه ومن ثم تدرج فى المناصب حتى بلغ منصب وزير الخارجية وقد حافظ على منصب وزير الخارجية لعشر سنوات إبان عهد مبارك، وهو مايضع علامات استفهام كبيرة حول دور عمرو موسى فى السياسة الخارجية المصرية، فكما هو معلوم أن مبارك لم يكن يقرب منه أحدا أو يقلده منصبا إلا وهو خادم مطيع لسياسة مبارك سواء الداخلية فى الإفساد الممنهج للدولة المصرية، أو خارجيا فى إبداء المرونة واللين مع الأمريكان والصهاينة والشدة والقسوة مع المعادين للدولة الأمريكية والدولة العبرية.
بقاء عمرو موسى عشر سنوات فى هذا المنصب دليل على قربه من مبارك، وأنه كان خادما أمينا للرجل الذى قلده منصبه، ومن ثم لم نرَ موقفا لعمرو موسى طوال عشر سنوات نذكر فيه أنه أدان تدخلا أمريكيا فى المنطقة، ولا عربدة إسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، بل كان يحسن الكلام فى الإعلام واهما البسطاء بأنه الرجل العنترى فى نظام مبارك.
والحق أن الأستاذ عمرو موسى لم يكن أكثر من موظفا عند مبارك، فمتى وقف السيد عمرو موسى رافضا أمرا من سياسات مبارك؟ هل رفض عمرو موسى بيع الغاز المصري لإسرائيل بدراهم معدودة؟ هل رفض عمرو موسى التعذيب الممنهج فى عهد مبارك؟ هل وقف عمرو موسى وقال لمبارك يكفيك ماأخذت من سنين وعليك أن تترك الفرصة لغيرك ؟
ماهو موقف عمرو موسى من غزو العراق؟ ماهو موقف عمرو موسى من تقسيم السودان؟ ماهو موقف عمرو موسى من العدوان الصهيونى على غزة؟ ماهو موقف عمرو موسى من العدوان الصهيونى على لبنان؟
إن السيد عمرو موسى حينما سئل عن صوته لمن سيذهب فى الانتخابات الرئاسية القادمة، أكد أن صوته لن يذهب إلا إلى الرئيس مبارك، فهذا الرجل لم يتجرأ طوال فترة عمله مع مبارك، أو حتى بعدما لهث خلف منصب أمين جامعة الدول العربية لم يعارض مبارك يوما، ولم يفكر يوما فى قول كلمة حق فى وجه سلطان جار على البلاد والعباد.
أتذكر الأن يوم نزل السيد عمرو موسى إلى ميدان التحرير والتقى الشباب، الذى يهبط الأن على ثورتهم بالبارشوات من سماء الحزب الوطنى ليظفر بثورتهم ويحلق بها بعيدا وحيدا، قال لهم السيد عمرو موسى عليكم أن تخلوا الميدان، وقد حققتم مطالب عديدة، وطالبهم باستكمال نضالهم عبر التفاوض مع النظام السابق.
هذا الرجل الذى يجرى الأن تلميعه بصورة مثيرة فى الإعلام، فى حين يغيب الدكتور البرادعى عن الواجهة الإعلامية تماما خلا لقاء مع المذيع اللامع يسرى فودة، يقلقنى بأكثر مايقلقنى فلول الحزب الوطنى، فهذا الرجل قادر على إعادة هيكلة رموز الوطنى فى الدولة، ولا يمكننا أن نتغافل عن أن عمرو موسى ظل يعمل طوال عمره فى نظام مبارك، فحين يفكر فى بناء دولة لن يفكر فى بنائها إلا على ماتربى عليه فى المدرسة المباركية.
إن عمرو موسى وإن كان مرشحا قويا ذات شعبية كبيرة فى الشارع المصري، لكنه فى الحقيقة يذكرنى بعنوان لإحدى كتب المفكر عبد الله القصيمى وهو العرب ظاهرة صوتية، لكنى حين أرى عمرو موسى أتأكد أن عمرو موسى ظاهرة صوتيه سرعان ماستتحول إلى ظاهرة مباركية .