البرادعي في قفص الإتهام .. !!
- على مدار ثلاثة أيام متصلة تابعت حوار الدكتور محمد البرادعي لجريدة الشروق .. وبالرغم من كوني لا أحب الحوارات المطولة المكتوبة .. إلا أن البرادعي استطاع أن يجتذبني يوماً بعد يوم لأتابع حواره مع الجريدة ..
- جاء الحوار في ثلاثة أجزاء .. تحدث البرادعي في الجزء الأول والثاني عن مصر بصورة عامة .. وعن الدستور .. وشرعية الدستور الحالي .. وبعضٍ من جوانب حياته .. لكن الجزء الثالث في نظري هو الأهم بين الأجزاء الثلاثة .. خاصة أنه رد فيه على اتهامات رؤساء تحرير الصحف القومية .. الذين كالوا له التهم بمجرد إعلانه نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2011 ..
- حاولت تلخيص أهم النقاط في حوار البرادعي .. وأهم الجزئيات التي قد يتوقف أمامها القارئ .. ولمن أراد الرجوع إلى اللقاءات كاملة يجدها على موقع جريدة الشروق .. بتاريخ .. 20 ، 21 ، 22 / 12 / 2009 ..
- قال الدكتور البرادعي في بداية حديثه رداً على ماجاء في الصحف القومية أنه روجت لأكاذيب كثيرة جاءت لتؤكد عمق انهيار القيم في مجتمعنا فقال مستهجناً ماحدث : ” إن الشىء الأساسى الذى اختل بشكل واضح عندنا هو القيم الأساسية. أصبح الدين طقوسا وليس جوهرا “
- ثم بدأ الدكتور البرادعي يجيب على الاتهامات التى وجهها له رؤساء تحرير الصحف وبدأ المحاور بسؤاله عن قصة الجنسية السويدية فأجاب قائلاً :
” اتهمونى وقالوا ليثبت لنا أنه لا يملك الجنسية السويدية، تخيل أن أحدا يقول لك إنك رجل مجرم وبدون أن يكون معه قرائن على ذلك، يطلب منك أن تثبت له أنك لست مجرما، هذه قضايا سب وقذف. لم يحدث فى أى وقت أن كان لدى أى جنسية غير المصرية “
- وعن اتهامه بأنه الأخير على دفعته أضاف البرادعي قائلاً :
“شنعوا فقالوا إننى كنت الأخير على دفعتى، هذا كذب، فأنا كنت التاسع على 34. “
- وعن اتهامه بالعمالة والخيانة في قضية العراق أجاب البرادعي :
“أما حكايتى مع العراق، فكان ردى عليهم ما جاء فى الوثائق الدامغة التى بعثت بها إليكم فى «الشروق» هؤلاء لا يقرأون الصحف الأجنبية، لا يعرفون ما كتبته الجرائد حين حصلت على جائزة نوبل، كتبت أن الجائزة كانت ركلة فى ساق بوش، لأنه تحداه فى موضوع العراق. “
- وقد بدا متأهباً للرد على اتهامه بأنه يجهل المشكلات التي يعيشها الشعب المصري ولا يعرف شيئاً عن أحوال مصر .. فتحدث موضحاً كل الحقائق :
” «عندما يقولون إننا لا نعرف مشكلاتنا، هذا غير صحيح، لأنه يكفى للشخص أن يضع قدمه فى مصر لمدة خمس دقائق ليعرف بعض أهم مشكلات مصر. لدينا 42٪ من الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر المدقع، أى تحت دولار يوميا، ووفقا لتقارير البنك الدولى، هناك شبه الفقير والفقير، 42٪ من الشعب المصرى لم يصل به الحظ أن يصعد إلى مستوى الفقر الموجود فى العالم، وهو أن يكون من ضمن ثلث البشرية الذين يعيشون على دولارين فى اليوم، مصر بها 42٪ من سكانها يعيشون فى الفقر الذى يعيش فيه المليار الأكثر فقرا فى العالم».
التعليم غير موجود فى مصر، التعليم الذى تستطيع من خلاله أن تنافس فى التنمية الاقتصادية غير موجود. فى تقرير التنافسية الدولية كان ترتيب مصر الـ70 نتيجة عدم كفاءة القوى العاملة فى مصر، وفى نوعية التعليم فى الحساب والعلم 128 من 134، وفى نوعية نظام التعليم 126 من 134، إذا كنا نريد أن نتنافس فلن نستطيع ونحن على هذا الوضع مقارنة بالإمارات التى تحتل المركز الـ23.
وفى تقرير التنمية البشرية الذى يقر بحق الإنسان فى صحة جيدة وأن يكون متعلما، وله دخل معقول، ترتيبنا نزل من 122 إلى 123، ووفقا لتقرير الشفافية ترتيبنا 111 بما يعنى حالة فساد هائل.
عمليا نحن لن نستطيع أن نسير إلى الأمام دون التغلب على الفقر فالفقر هو أقوى أسلحة الدمار الشامل، وهو مرتبط بغياب الحكم الرشيد وبالعنف وبالتهميش وبالحروب الأهلية. لذلك إذا كنت أريد أن أبدأ، يجب أن أبدأ بعلاج المشكلة الأساسية وهى الفقر. وهذا لن يتأتى إلا بالتعليم، والحكومة تصرف على التعليم ما لا يزيد على 4٪ من إجمالى الناتج المحلى. فى الوقت نفسه تركيا هذا العام يستحوذ التعليم على أكبر جزء من إجمالى الناتج المحلى. الصحة فى مصر لا تستحوذ إلا على 1.3٪ من إجمالى الناتج المحلى، لابد من تغيير أسبقياتنا، فأولوياتنا يجب أن تكون التعليم والصحة والحكم الرشيد والإدارة.
فى الـ30 سنة الماضية، معدل زيادة دخل الإنسان المصرى فى السنة 1.2٪، معدل مذهل، عندنا اختلالات هيكلية فى المنظومة الاقتصادية بالكامل، وضعف الادخار المحلى، تواضع معدل التراكم الرأسمالى وتدنى مساهمة القطاعات الإنتاجية الرئيسية الزراعة والصناعة وتواضع نوعية رأس المال البشرى، والتضخم والعجز المستمر فى الموازنة والدين المحلى الذى يبتلع أكثر من 43٪ من الموازنة.
كذلك وصلت البطالة إلى معدلات خطيرة ففى عام 2006، بلغ معدل البطالة 9.3٪، من بين النساء 25.1٪، ومن خريجى الثانوية 61.8٪، ومن خريجى الجامعة 26.8٪ مقابل 14٪ فى عام 2004.
يكفى أن نعرف أن الزراعة التى يشتغل فيها 27٪ من القوى العاملة تسهم بـ15٪ فقط من الناتج القومى، ولم تحقق سوى 1.8٪ معدل نمو فى الـ15 سنة الماضية فى الناتج القومى. لن نخرج من عنق الزجاجة إلا من خلال الإصلاح المؤسسى وضمن الإطار القانونى. “
- انتهى اللقاء مع البرادعي على أمل حوار أخر .. لمتابعة الحوار كاملاً بأجزائه الثلاثة تجده على موقع جريدة الشروق .
http://www.shorouknews.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق