يعدُ نوعا من التطرف والجحود، الإنكار الذى يلقاه الجيش المصري لدوره فى الدفاع عن الثورة، وثمة أمرا ينبغى التنبيه عليه أولا، أن المجلس العسكري ليس الجيش المصري، فالجيش المصري انضم للثوار وحمى ثورتهم ودافع عنها.
ولايجرمننا اختلافنا مع المجلس العسكري على أن نذكر دوره فى الثورة، فالمجلس العسكري أعلن منذ اليوم الأول انضمامه للثورة، واتخذ اجراءات تدل على وقوفه مع الثورة، نعم لابد أن نعترف ببطء تلك الإجراءات، وإنما إنكار كل ماقدمه المجلس منذ اليوم الأول للثورة إجحاف لايصح فى هذا المقام .
نختلف مع المجلس العسكري كحاكم للبلاد، مثلما اختلفنا وسنختلف مع أى حاكم أخر، فالاختلاف السياسى أمر وارد وحتمى، فلن نرضى عن كل القرارات السياسية للمجلس العسكري بصفته حاكما للبلاد، وانتقادنا يكون سياسيا موجها إلى المجلس الحاكم وليس إلى الجيش الحامى.
إن اختلافنا حول بطء القرار، وبطء المحاكمات لرموز النظام السابق لاتعنى تشكيكا فى وطنية المجلس العسكرى، وإنما يعنى قلقا على دماء الشهداء التى قدمتها الثورة لكى تظفر مصر بحريتها، فالتعجيل بمحاكمة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم حسنى مبارك وعائلته، وبذل الجهد لاستعادة الأموال المنهوبة، وتطهير مصر من رموز نظام مبارك، كقيادات الإعلام والمحافظين وعمداء الكليات، أمور يتعين على المجلس العسكرى الإسراع فى اتخاذها، حتى تضيق الهوة التى تتسع يوما بعد يوم بين المجلس والثوار.
أخشى أن ينجرف الثوار لمعركة ليست معركتهم الحقيقية، فمعركتنا لأجل حرية مصر، وليست لإزاحة قيادات الجيش عن مناصبها، ربما يكون الجيش به فساد وعطب مثل باقى مؤسسات الدولة فى عهد مبارك، ولكن هل الحكمة تقتضى الأن المطالبة بإسقاط المشير، وإزاحة المجلس العسكري؟ أهى دعوة للهدم دونما تفكير فى البناء؟
إن الهدم دون بناء متوازى سيؤدى حتما إلى انهيار البلاد، والجيش المصري أساس وطننا الغالى، فإذا أصاب هذه المؤسسة التوتر الذى سيؤدى حتما إلى شلل فى أركانها فهذا منذر بإنهيار الدولة بكامل أرجائها وهذا مايتمناه الخائفون من نهوض مصر.
علينا أن ندرك جيدا أن الجيش التحم معنا ووقف بجانبا، وأن المجلس العسكرى له دور وطنى مشهود فى الثورة، مع اعتراضنا على بطء قراراته والغموض الذى يكتنف صنع القرار، لكن إزاحة المشير لاتعنى الحرية، وإبعاد المجلس العسكرى لاتعنى الانتصار.
الانتصار الحقيقى للثورة هو تطهير مصر من نظام مبارك، ومحاكمة كل الفاسدين فى العهد البائد، واستعادة ثروات مصر المنهوبة، كى يرقد إخواننا الشهداء هانئين بدمائهم الذكية حين يرون مصر وهى تنهض من رقادها لترفع رأسها شامخة وسط العالم أجمع .
إن ثورتنا لم تكتمل بعد، وثمة من يريدون لها ألا تكتمل، وغبى من يظن أن مبارك ونظامه وأمريكا وإسرائيل راضون عن الثورة، فإسرائيل وأمريكا لاتريد لمصر أن تنهض، والسبيل الوحيد لاستمرار نومها العميق الوقيعة بين الجيش والشعب، وبين المجلس العسكرى الحاكم والشعب، فانتبهوا وتيقظوا فإن الثائر الحق لايغفل، ولايساق إلى مايضر بثورته.
بقى أن أؤكد على الرفض التام للاعتداء على أى مصرى تحت أى مسمى، فمهما عظم دور الجيش المصرى، ومهما احترمنا المجلس العسكرى الحاكم، فهذا لايعنى الموافقة على الاعتداء على الثوار، أو محاكمتهم عسكريا، فكرامة المصري خط أحمر لاينبغى تجاوزه بأى حال من الأحوال.
4 التعليقات:
طيب عايزين حق كل مصري اتضرب والمصري الي مات والمصابيين مين بقي هيتحقق معاه ويجبلنا حقهم ...
مبارك أو الفوضى
طنطاوي أو الفوضي
كده رجعنا ل24 يناير
لو بتقول
"الانتصار الحقيقى للثورة هو تطهير مصر من نظام مبارك، ومحاكمة كل الفاسدين فى العهد البائد، واستعادة ثروات مصر المنهوبة"
قولي ازاي هتعمل ده منغير ما تجبر الجيش يعمله طالما انت معترف في الكام سطر اللي قبل الكلام ده على طول ان الجيش مش تمام
"علينا أن ندرك جيدا أن الجيش التحم معنا ووقف بجانبا، وأن المجلس العسكرى له دور وطنى مشهود فى الثورة، مع اعتراضنا على بطء قراراته والغموض الذى يكتنف صنع القرار، لكن إزاحة المشير لاتعنى الحرية، وإبعاد المجلس العسكرى لاتعنى الانتصار"
الله ينور عليك..اتفق معاك تماما ... انا مع الجيش قلبا وقالبا
إرسال تعليق