عينان واسعتان خضروتان، بشرة ملساء شديدة البياض، أنف صغير كطفلة صغيرة لم تتخط الخامسة بعد، شفتان ورديتان تبدوان كلوحة زيت بريشة فنان مبدع، قُدّ ممشوق تتناغم فيه كل اجزاء الجسد أشبه بلحن موسيقي شديد الحزن، شعرُ منسدل يغطى نصف الظهر، عطر يفوح يزكم الأنوف من على بُعد أمتار.. كان يصعب علي أن أتجاهلها وهي تدخل إلى المصعد : فتحت لها الباب وتركتها تدخل، ثم توقفت ملياً أتأمل ذلك الوجه الملائكي، في ثوانٍ معدودة رسمت لوحة داخل ذاكرتي لتلك الفتاة أو السيدة لا أدرى، أغلقت باب المصعد ودخلت إلى جوارها، خطوة واحدة تفصل بيني وبين المخلوق الملائكي، استبدت بي مشاعر الإعجاب الممزوجة بنوع من الجنون الذي لم يجعلني أذهب بعيني إلى أي مكان سوى وجهها. شَعُرت بي، ولكنها أخفت شعورها، وأمعنت في تجاهلي، وزادت في المرواغة بالتحديق المستمر في سقف المصعد . لم أيأس وظللت أحدق في جسدها البديع، لحظات جنون حقيقي استبدت بي في تلك اللحظة، تمنيت لو مالت علي بشفتاها الورديتان ووضعت قبلة صغيرة على خدي، سرعان ماتتحول إلى معركة بين شفتين تكاد إحداهما تقطع الأخرى، أمعنت في ذلك الحلم الجميل، وعندئذ تضرج وجهي بصورة باتت ملفتة للنظر، لم تنبس بكلمة واحدة، لكنها نظرت إلي نظرة تحمل كل معانى الحنو والشفقة كأمٍ تنظر إلى رضيعها وهو يبكى طمعاً في رشفة لبن من صدرها، بالفعل كنت طامع في رشفة من تلك الشفاة الناعمة الوردية، لكن سرعان ماوصل المصعد إلى الدور العاشر، خرجتَ من المصعد، ومازالتُ محدقاً بها ، لكنها استدارت قبل أن تغلق باب المصعد ورمقتني بنظرة، جعلتني أشعر بطعم شفاتها على شفتي .
صرير قلم. Blogger Templates created by Deluxe Templates.
WordPress by Newwpthemes | تعريب و تطوير : حسن
0 التعليقات:
إرسال تعليق