بقلم / محمد أبو العزم
(( نرفض تدخل الدين في السياسة )) .. بهذه الجملة يبدأ السياسي المحنك حديثه في شتى وسائل الإعلام مبدياً إعتراضه على نموذج الإخوان الذي يستعين بالدين – وفقاً لرؤيته - كي يحقق أهدافاً سياسية . ولكن السؤال هل حقاً يرفض السياسيون لاسيما المنخرطون منهم في الأنظمة المستبدة تدخل الدين في السياسة ؟
في عموده " مرور الكرام " في جريدة الشروق يطلعنا وائل قنديل على ماجاء في خطبة الجمعة الماضية التي نقلها التلفزيون الرسمي للدولة ، حيث شن خطيب مسجد عبد الرحيم القناوي بمحافظة قنا هجوماً عنيفاً على الدكتور البرادعي ، وإن لم يسمه . فذكر أن الحاكم في الإسلام لايشترط أن يكون عالماً ، بل إن الأفضل للأمم ألا يكون حكامها من العلماء حتى لو كانوا علماء في مجال الطاقة النووية .
وعلى أفضل الأحوال فإن ماقام به الخطيب لم يكن توجيهاً من مؤسسة الرئاسة ، لكن بالقطع التوجيهات تلقاها هذا الخطيب من اللواء أركان حزب وطني محمود حمدي زقزوق ، الذي حوّل وزارة الأوقاف إلى فرع من فروع الحزب الوطني .
وفي ذات السياق نتذكر سوياً الأجواء التي أحاطت بالبيان الذي ألقاه شيخ الأزهر لتأييد الجدار الفولاذي واعتباره واجباً شرعياً تأثم الأمة إن لم تقم به . ذلك أن موضوع الجدار لم يكن مدرجاً وقتئذ على جدول أعمال المجمع ، وفوجئ أعضاء المجمع بالكاميرات تحيط بهم وشيخ الازهر يخرج ورقة فيما بدا لي أنها صادرة من لجنة السياسات ليقرأها أمام الجميع معلناً أن هذا رأي المجمع في قضية الجدار ! ..
وهذه لم تكن أول مرة تخرج فيها ورقة من لجنة السياسات ممهورة بختم المجمع ، إذ ليس ببعيد علينا تذكر الورقة التي صدرت لتعلن إيمان المسلمين الشديد بالعقيدة المسيحية إبان أزمة النشرة التي صدرت للدكتور عمارة .
وعلى الصعيد العربي دعا العقيد معمر القذافي في خطبته العصماء في المولد النبوي المسلمين إلى محاربة سويسرا الكافرة ، ذلك أنها منعت بناء المآذن . واعتبر إمام المسلمين أن من يتعامل مع هذه الدولة الكافرة بأي صورة كانت مرتداً وخارجاً عن الملة .
قد يتصور البعض أن هذا موقف ينبغى أن يحيا عليه العقيد القذافي ، لكن الحقيقة أبعد عن ذلك ، فالعقيد القذافي لم يدخل في صراع مع الحكومة السويسرية لاهتمامه الشديد بقضايا المسلمين في شتى بقاع الدنيا ، بل لأن السلطات السويسرية احتجزت نجله وزوجته على إثر بلاغ تقدم به خادمهما . مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين ، إذ أن الأخ العقيد اعتبر أن ذلك ماساً بقدره وهيبته ، فقرر قطع إمداد النفط عن سويسرا ، وسحب مليارات الدولارات من بنوكها . بل وطالب العقيد بتقسيم سويسرا بين بعض البلدان الأوروبية .
إذن نحن إزاء تلاعب واضح وصريح وصارخ وممجوج للسياسة بالدين ، وليس العكس . فالسياسيون حين يعوزهم غطاء شرعي فإنهم لايجدون غضاضة في استمداد هذا الغطاء من الدين ، غير أنهم يجدون ألف غضاضة حين ترفع بعض قوى المعارضة شعارات دينية .
(( نرفض تدخل الدين في السياسة )) .. بهذه الجملة يبدأ السياسي المحنك حديثه في شتى وسائل الإعلام مبدياً إعتراضه على نموذج الإخوان الذي يستعين بالدين – وفقاً لرؤيته - كي يحقق أهدافاً سياسية . ولكن السؤال هل حقاً يرفض السياسيون لاسيما المنخرطون منهم في الأنظمة المستبدة تدخل الدين في السياسة ؟
في عموده " مرور الكرام " في جريدة الشروق يطلعنا وائل قنديل على ماجاء في خطبة الجمعة الماضية التي نقلها التلفزيون الرسمي للدولة ، حيث شن خطيب مسجد عبد الرحيم القناوي بمحافظة قنا هجوماً عنيفاً على الدكتور البرادعي ، وإن لم يسمه . فذكر أن الحاكم في الإسلام لايشترط أن يكون عالماً ، بل إن الأفضل للأمم ألا يكون حكامها من العلماء حتى لو كانوا علماء في مجال الطاقة النووية .
وعلى أفضل الأحوال فإن ماقام به الخطيب لم يكن توجيهاً من مؤسسة الرئاسة ، لكن بالقطع التوجيهات تلقاها هذا الخطيب من اللواء أركان حزب وطني محمود حمدي زقزوق ، الذي حوّل وزارة الأوقاف إلى فرع من فروع الحزب الوطني .
وفي ذات السياق نتذكر سوياً الأجواء التي أحاطت بالبيان الذي ألقاه شيخ الأزهر لتأييد الجدار الفولاذي واعتباره واجباً شرعياً تأثم الأمة إن لم تقم به . ذلك أن موضوع الجدار لم يكن مدرجاً وقتئذ على جدول أعمال المجمع ، وفوجئ أعضاء المجمع بالكاميرات تحيط بهم وشيخ الازهر يخرج ورقة فيما بدا لي أنها صادرة من لجنة السياسات ليقرأها أمام الجميع معلناً أن هذا رأي المجمع في قضية الجدار ! ..
وهذه لم تكن أول مرة تخرج فيها ورقة من لجنة السياسات ممهورة بختم المجمع ، إذ ليس ببعيد علينا تذكر الورقة التي صدرت لتعلن إيمان المسلمين الشديد بالعقيدة المسيحية إبان أزمة النشرة التي صدرت للدكتور عمارة .
وعلى الصعيد العربي دعا العقيد معمر القذافي في خطبته العصماء في المولد النبوي المسلمين إلى محاربة سويسرا الكافرة ، ذلك أنها منعت بناء المآذن . واعتبر إمام المسلمين أن من يتعامل مع هذه الدولة الكافرة بأي صورة كانت مرتداً وخارجاً عن الملة .
قد يتصور البعض أن هذا موقف ينبغى أن يحيا عليه العقيد القذافي ، لكن الحقيقة أبعد عن ذلك ، فالعقيد القذافي لم يدخل في صراع مع الحكومة السويسرية لاهتمامه الشديد بقضايا المسلمين في شتى بقاع الدنيا ، بل لأن السلطات السويسرية احتجزت نجله وزوجته على إثر بلاغ تقدم به خادمهما . مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين ، إذ أن الأخ العقيد اعتبر أن ذلك ماساً بقدره وهيبته ، فقرر قطع إمداد النفط عن سويسرا ، وسحب مليارات الدولارات من بنوكها . بل وطالب العقيد بتقسيم سويسرا بين بعض البلدان الأوروبية .
إذن نحن إزاء تلاعب واضح وصريح وصارخ وممجوج للسياسة بالدين ، وليس العكس . فالسياسيون حين يعوزهم غطاء شرعي فإنهم لايجدون غضاضة في استمداد هذا الغطاء من الدين ، غير أنهم يجدون ألف غضاضة حين ترفع بعض قوى المعارضة شعارات دينية .
رابط المقال على جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25747
0 التعليقات:
إرسال تعليق