تظاهرَ مجموعة من الشباب الفلسطيني إحتجاجاً على الممارسات الصهيونية إزاء المسجد الأقصى ، ذلك أن حكومة الكيان الصهيوني أقامت كنيس يهودي بجوار المسجد الأقصى ، وقامت بإفتتاح الكنيس وسط أجواء إستفزازية ، إذ أن الصهاينة احتفلوا بإفتتاح الكنيس على بُعد خطوات من المسجد الأقصى ، وأراقوا الخمور في الشوارع ؛ كل ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وتعسفية حيال الفلسطينيين عامة والشباب منهم خاصة .
افتتاح الكنيس جاء تمهيداً للخطوات الأخيرة الخاصة بهدم المسجد الأقصى ، وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد . كل ذلك وسط صمت عربي مطبق ، وتصريحات مقتضبة لرموز سلطة محمود عباس – الغير شرعية - بتوقف المفاوضات الغير مباشرة مع الكيان الصهيوني .
لم أندهش حين تابعت الشباب الفلسطيني الأعزل يواجه جحافل الشرطة الصهيونية دفاعاً عن المسجد الأقصى ، وسط صمت من الأنظمة الإستبدادية الرابضة على صدور الشعوب العربية ؛ لكن مبعث دهشتي كان في صمت الخارجية المصرية عن إدانة حركة حماس المسؤولة بدورها عن الممارسات الصهيونية ، ذلك أنها راحت وارتمت في أحضان إيران ذلك الكيان الذي يهدد العروش العربية .
وكذلك صمت بعض رموز الأنظمة الإستبدادية عن إتهام الإخوان المسلمين بأنهم وراء تحريك المظاهرات التي خرجت في الشوارع لمطالبة الأنظمة الميتة بالدفاع عن المسجد الأقصى .
لم يعد غريباً صمت تلك الأنظمة ، بل الغريب هو تصميم الشعوب العربية على استجداء تلك الأنظمة للتحرك لإنقاذ المسجد الأقصى . فالأنظمة العربية باعت فلسطين ، وباعت القدس والأقصى .
إن الحلم الذي يملأ رؤوس الحكام العرب الأن هو الإستمرار في كراسي الحكم حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً ، إذ أن هؤلاء الحكام يعلمون علم اليقين أن الشعوب العربية لفظتهم ورفضتهم .. وأنهم لا يستمرون في مناصبهم إلا بتزوير إرادة الشعوب .
السؤال الآن ماالحل .. هل سنترك الأقصى يهدم .. هل سنترك القدس ليتم تهويده .. الأقصى سيهدم ، وسيقام هيكل سليمان على أنقاضه .. وهذا ليس من باب التشاؤم ، ولكن نظرة سطحية للواقع العربي تنبئ عما سيحدث .
أما إذا سألت عن الحل فأقول الحل يكمن في التخلص من الأنظمة الإستبدادية التي تتحكم فينا ، إذ أنها المعين الأول للكيان الصهيوني في سرقة وطن من أهله ؛ لكي نتمكن من بناء جيل حر قادر على هدم الهيكل وإعادة بناء المسجد الأقصى ، وتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني ، وذلك لن يحدث إلا إذا تخلص كل منا من السلبية ، ونزل إلى الشارع ليطالب بحقه المشروع في إختيار حاكمه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق