غرفة مها
في ليلة باردة من ليالي كئابتي *** عدت إلى المنزل أتصنع ابتسامتي
فهذه أمي وهذا هو عيدها *** ولا أريد أن أثقلها ببلاهتي
أشكو لها وطنـاً جلبتني له *** ضعيفاً تائهاً سلب مني إرادتي
تركتها ودخلت غرفتي هرباً *** من نصيحتها التي تزيد حيرتي
خلدت إلى ذلك العالم المظلم *** الذي أشكو إليه دوماً وحدتي
أشعلت حاسوبي وأضأت شاشتي *** وانتظرت للحظاتٍ أشعل فيها سجارتي
فتلك اللعينة جعلتني لاأُقبلَ يد أمي *** خوفاً من أن تؤذيها رائحة سترتي
تنقلت بين أخبار متشابهة *** أنتظرُ خبراً يجلبُ لي فرحتي
وبين نائب يسرق وأقصى يهدم *** ولص بعثر ما تبقى لي من كرامتي
لصُ سرق خيرات بلدي ولم يكتف *** بل أهان أيضاً من هم دوماً إخوتي
وكعادتي ضحكت ساخراً ونار حزني *** مشتعلة تفتك بكل ما بقي لي من فرحتي
وبين ذاك وتلك رأيت صورة هزت *** كياني كادت تسقطني من جلستي
صورة لغرفةٍ وكأنها غرفتي *** وفراشٍ مبعثرٍ تعلو فوقه وسادتي
وكتب منثورة على الأرض وأثار *** تكسير لأدراج كان تحمل يوماً مستقبلي
ولكن في الحقيقة لم أجدها غرفتي *** هي غرفة مها التي لم تصلها يوماً رسالتي
غرفة بنت من بنات جيلي أقصى ما *** أعرفه عنها أنها من أعضاء حملتي
سعتْ بكل ما أوتيَت من قوةٍ أن تحرك *** بلادي الى تغيير دستور سُلطتي
سلطة غاشمه أرادت أن تقتل بداخلي *** حلمي في تغيير سلمي آتٍ بقوة إرادتي
سلطة انتهكت عرض بيت أخيتي *** وكسرت يـد أمٍ ضعيفة ٍ كأمـتي
ضربو صغيراً لم أرهُ يوماً ولكن *** ملامحه كملامـح أطفالٍ عانو من قسوة بلدتي
يصرخ صائحاً في ثورين لم يعرفا *** يوما للرجولة معنىً سوى طاعة سلطتي
ظنو أنهم بذلك يخيفوننا أو أنهم *** سيحرموني من أن أرى ضوء شمعتي
لم يجلبوا لأمن سلطتهم سوى العار *** وأشعلوا من جديد نار إرادتي
فهذه أختي أنتهكتم حُرمة بيتها *** وهذه أمي سلبتو منها عــزتــي
وقسماً بما فعلتم ستندمون على *** ما أحرقتـموه بداخلي ولم يطفأه سوى دمعتي
يا من تـظنون أنكم فوق حريتنا تصعدون *** لن يشفع لكم يوما أحداً حتى نعلتي
فلم يعد لدى جيلنا حلم ُ سوى الرحمة ِ *** من عذاب رؤيتكم تعبثون ببلدتي
ُتغرقون بلادي وشعبي بفسادكم *** وتقتلون دوماً بداخلي حلم حريتي
وحتماً سيعود لنا حلمنا وسنغرد *** فوق الأشجار فرحاً بعودة بلدتي
ويا أخيتي لم أرد يوما ً أن تكون الكلمات *** هي من تعزيكي عن وأد كرامتي
يا أختاً لكل شريف ويابنتاً لكل نظيف *** ليس طويلاً كذلك الذي أظلم بلدتي
قبلي يد الشريفة أمـك وأبلغيها أن *** جُـرح يدها حرك بداخلي نار إرادتي وعزيمتي
********
أيمن خطاب
0 التعليقات:
إرسال تعليق