أبرزت جريدة الشروق (23 / 3 ) حادثة كادت تشعل الفتنة الطائفية في محافظة كفر الشيخ لولا تدارك الأمور سريعاً، وتدخل بعض العقلاء من الطرفين لفض النزاع. ذلك أن مواطنين مسيحيين تقدما ببلاغ ضد مواطنين مسلمين لقيامهما بهدم سور كانا المتقدمان بالبلاغ قد أقاماه وتسبب في إثارة الحنق لدى جيرانهم المسلمين في المنطقة مما حدا ببعض الجيران وعلى رأسهم المُبلغ عنهم إلى إزالة السور . كل ذلك قد يبدو منطقياً وفي إطار صراعات الجيران التي تشهدها مصر يومياً كنتيجة لإنهيار المنظومة الأخلاقية في عهد مبارك .
لكن غير المنطقي هو بناء ذلك السور بالمخالفة لقانون البناء والتنظيم، والذي اعتبرته الجهات المختصة تعديا على الشارع، لاسيما ولم يمر أيام على حادثة مرسى مطروح التي كادت تذكى نار الفتنة الطائفية بين مواطنين مصريين مسلمين ومسيحيين نتيجة لبناء كنيسة سور أدى إلى إغلاق شارع، مما أثار حفيظة المسلمين الذين يمرون في الشارع، واعتبروا ذلك تعدياً من الكنيسة على الشارع، كما خشي البعض إنضمام تلك المساحة إلى الكنيسة والمباني الملحقة بها .
وفي ذات السياق يتعين علينا إستدعاء حادثة دير أبو فانا الذي وقعت فيها اشتباكات بين رهبان الدير والأعراب لخلافهم على مئات الأفدنة التي استولت عليها الرهبان بوضع اليد، واعتبر الأعراب ذلك تعدياً على الأرض الذين تملكوها أيضاً بوضع اليد . وكانت تلك الحادثة مؤشراً ومنذراً بما آل إليه حال رجال الدين الذين يُرجى منهم الزهد في الدنيا، والترفع عن الصغائر . لكن يبدو أن ثمة متطرفين من المسيحيين يعتقدون أن أرض مصر لهم حق، وأن المسلمين قد استولوا عليها بالقوة، لذلك عليهم أن يستردوا تلك الأرض بالقوة.
قد يظن البعض أن في ذلك تجنى واضح وسافر على المسيحيين، لكن الحق لايمكن التغافل عنه، وتجاهله، لأجل إرضاء فئة معينة، أو لإثبات التسامح مع أصحاب الديانات الأخرى . ونحن حين ننقد عملاً ما صدر عن فئة نعدها من المتطرفين والمهووسين المتدينيين ، إنما نقصد بذلك الإصلاح مااستطعنا، وغرضنا نزع فتيل الأزمة قبل الاشتعال، وإقصاء الأصوات المتطرفة من الجانبين .
إن أي مستخدم لبرنامج البالتوك حين يلج غرف المتطرفين المسيحيين الذين ينالون من كل ماهو مسلم، لايمكنه أن يتمالك نفسه إزاء مطالب هؤلاء المتطرفين من طرد العرب الغزاة من مصر، وإقامة دولة المسيح على أرض الكنانة، وسفك دماء الأطفال والشيوخ والنساء والشباب المسلم في الشوارع إنتقاماً لشهداء المسيحية . ويصعب عليه حينذاك أن يفكر بتوازن حين يرى بعض القيادات الكنسية تسير خلف نداءات أولئك النفر المتطرفين .
فهذا محامي الكنيسة يدعى أن عمرو بن العاص نهب خيرات مصر، ويرد على دعوة الدكتور يوسف زيدان بعمل تمثال لعمرو بن العاص بأنه على العراقيين أن يصنعوا تمثالاً للأمريكيين إذا صنع المسيحيين لعمرو بن العاص تمثالاً.. وفي ذلك تصريح واضح باعتبار عمرو بن العاص لصاً وغازي سرق أرض مصر من سكانها الأصليين، وحين ينطق رمز من رموز الكنيسة بتلك التصريحات يتعين علينا التوقف إزاء تلك التصريحات، لأنها تبدو في غاية الخطورة .
وقبل محامي الكنيسة أحد القساوسة المعروفين المنفي إلى الولايات المتحدة الذي يدعو المسيحيين للاستشهاد في مصر، ولا أدرى هل هناك حرب نشبت في مصر لكي يدعوهم هذا المنفي للاستشهاد . كما أن لهذا الرجل تسجيلات عديدة يسب فيها الإسلام والمسلمين، وهي ملئ السمع والبصر على الشبكة العنكبوتية .
كل مامضى مجرد إشارات تلقيتها وحاولت تجميعها لكي يمكنني فك شفرة مايحدث على أرض مصر، ولكي أضع الصورة برمتها أمام المتابع والمراقب والمنصف لكي يتمكن هو الآخر من معرفة الذين يعملون خلف الأستار لإذكاء نار الفتنة، واستغلالها لتصوير وضع ما لن يستفد منه سوى الصهاينة وأذنابهم في كل مكان.
محمد أبو العزم
28/3/2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق