بقلم / محمد أبو العزم
نعم أطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة، نعم أطالب بألا نفرق بين أبناء آدم وبنات حواء، نعم أصرخ وأطلب من أهل الحل والعقد تطبيق المساواة بين المرأة والرجل بسرعة وبغير تباطئ في تطبيق هذا الإجراء المهم . ولكني لا أطالب بمساواة المرأة بالرجل، بل أطالب بمساواة الرجل بالمرأة. ففي عصر مدام سوزان باتت المرأة المصرية تحمل حصانة أقوى من حصانة مجلس الشعب والشورى مجتمعين، بل تعدت حصانة المرأة الحصانة الدبلوماسية .
فالمرأة المصرية تتمتع بحصانة المركز القومي الذي تترأسه مدام سوزان، وتتمتع كذلك بحصانة الإسلام الذي جعل للمرأة المسلمة مكانة خاصة، وتتمتع بحصانة الشرق: وهي حصانة تنبع من العادات والتقاليد الشرقية التي تتمتع المرأة في إطارها بحصانة خاصة، كما تتمتع المرأة المصرية بحصانة التغريب والإستشراق الذي يُراد له الإنتشار في مجتماعتنا. كل تلك الحصانات ومع ذلك تطالب المرأة بالمساواة !
إن الرجل المصري الآن غدا من مخلفات العصر، وبات عبئاً على المرأة التي تريد أن تأخذ فوق دورها. دور الرجل والطفل وكل مايحمل صفات الذكورة. بل إن الرجل المصري بات غريباً وسط المجتمع النسوي الذي نعيش فيه. فالرجل لايستطيع أن ينظر إلى إمرأة نظرة بريئة وإلا عُد ذلك تحرش بالنظر، ولا يمكن أن يتشاجر مع إمرأة وإلا " رمت بلاها عليه " واتهمته بالتحرش، وبهذا يأخذ أول قطار سريع إلى أقرب سجن!
إن ماتريده المرأة المصرية كثير وفوق الكثير بكثير، فهي تريد أن تأخذ حقوق المرأة الغربية، أما عن الواجبات فهي تحب الواجبات الشرقية، الذي فيها الرجل مكلف بالإنفاق عليها وعلى أولادها إن لم تعمل، وعندما يذهب ليتزوجها عليه أن يتحمل نفقات أضعاف نفقات المرأة فهو رجل!، وهنا.. هنا بالذات توافق المرأة على التفرقة العنصرية .
أضف إلى ذلك حصول المرأة على مزايا وظيفية لايحصل عليها الرجل ، فالمرأة تأخذ إجازة وضع ، وساعة رضاعة ، وأسبوع لتزوج بنتها ، وشهر لتطلقها ! .. أما الشيء الذي يستفزني شخصياً موضوع الطوابير!.. فالمرأة تُقدم على الرجل في أي طابور، والطوابير في مصر كثيرة، فلا تخلو مصلحة من طابور، لذلك أطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الطابور.. لتقف المرأة في الصف كما يقف الرجل .
وفي قضية مجلس الدولة وقبلها تعيين المرأة قاضية ورئيسة دولة وفي كافة المناصب التي يحتكرها الرجال إن صح التعبير؛ تطالب المرأة بالتعيين في تلك الوظائف، ولكنها تسخر من الرجل الشرقي إذا طالبها بتأدية الخدمة العسكرية شأنها شأن النسوة الأوروبيات، اللائي يؤدين الخدمة العسكرية لكي يتمكن من التدرج في الوظائف حتى ترأس إحداهن بلدها .
أما سيدات مصر والعالم العربي فيردن الرئاسة والقضاء وشتى المناصب دونما المرور بكل المصاعب التي يمر بها الرجل قبل الوصول إلى تلك المناصب. ذكرني ذلك بموضوع الخصخصة: فالحكومة طبقت نصف السياسة، فباعت المصانع والشركات، وحين واجهتها المعارضة الحقيقية بالمصيبة التي ارتكبوها قالوا: كذلك يفعلون في أوروبا!.. ونسوا السادة البائعون أن هناك تصرف إعانة بطالة للعاطلين، ونظام تأمين صحي محترم لغير القادرين .
الذي أود قوله حتى ننتهى من موضوع المساواة.. أن تختار المرأة المصرية والعربية بين أن تحيا كحياة المرأة الأوروبية بكل مافيها من حلو ومر، أو تحيا حياة المرأة العربية بكل مافيها من مر ومر !
2 التعليقات:
واضح حقدك الدفين علي المرأة خصوصا في موضوع الطابور ... دة احلي حاجة في مصر .. انك تلاقي ظابور رجاله طوووووووووويل وتعمل انت طبور لوحدك والي يكلمك تقوله سيدات :))
المرأة حنونة ولطيفة فلا تكلفوها ما لا تستطيع و إلا أصبحت غير ذلك ويضربن أزواجهن عبد الفترة العسكرية(التدريب
إرسال تعليق