حين هجرت السيدة كاميليا شحاته بيت زوجها القس بكنيسة في المنيا، قامت الدنيا ولم تقعد حتى عادت أو بالأحرى أجبرت على العودة إلى الكنيسة لا إلى بيت زوجها، فلم يهدأ بال المسيحيون حتى قرت عينهم برؤية السيدة الهاربة، ومن ثمّ تم اختطافها إلى مكان لا نعلمه، ربما هو ذات المكان الذي اختطفت فيه السيدة وفاء قسطنطين ولم تخرج منه حتى الأن .
وفي المقابل اعتنقت ياسمين فوزي الإسلام وتزوجت من الشاب أحمد عبد الرحيم، وعاشت معه بمحض إرادتها، إلا أن أهلها لم تقنعهم مسألة إسلامها، فقد رأوا ذلك عارا لحق بهم، فقرروا إعادتها إلى رشدها، ولكن بطريقتهم، فذهبوا إلى منزل الزوجية بعد بحث عنها، وفي مشهد يشبه مشاهد حرب العصابات جاء عشرون فردا من العائلة إلى منزل ابنتهم المسلمة، ودخل أربعة منهم على زوجة البواب في غرفتها فسألوها عن مكان ياسمين، فأعلمتهم أنها تسكن الدور الثالث، فصعد الأربعة وخلفهم عشرة أخرين، وبقى الستة الأخرون يحرسون باب العقار.
وبحسب شهادة زوجة البواب التي تبعتهم إلى شقة ياسمين، أن ياسمين حين رأتهم هربت منهم في شقة جارتها وكانت بملابسها الداخلية ! إلا أن ذلك لم يثنهم عن ماجاءوا لأجله فقد أخذوها عنوة من شقة جارتها وألبسوها عباءة سوداء وسحلوها على السلم، وهى تصرخ وتبكى: عاوزين مني إيه .. وحين حاول بعض الجيران التدخل لإنقاذ ياسمين حاول أقاربهم التعدى عليهم .
ذهبت ياسمين إلى حيث لانعلم، ولكن الدنيا لم تقم، ولم تهرول مباحث أمن الدولة للبحث عنها عند أقاربها كما فعلت مع السيدة كاميليا التي اعتصم لأجل عودتها ألف مسيحي وخمسون كاهنا في الكاتدرائية بالعباسية، وإنما غض الجميع الطرف عن تلك الجريمة التي تحمل في جنباتها كل معانى البلطجة والتحدى، كما غضوا الطرف من قبل عن مقتل الشاب ياسر الذي كان مصيره القتل على أيدى أقارب الفتاة المسيحية التي أعلنت إسلامها وتزوجته .
ثمة شيء يحدث في مصر يتعين دراسته، الكنيسة تتجبر، والدولة تتآكل، البابا يعتصم، والرئيس يرضخ، الأقباط يستغلون الموسم الانتخابي لتحصيل أكبر قدر من المكاسب السياسية، والنظام يبذل الغالى والنفيس لإرضاء الأقباط خشية تحولهم إلى جبهة المعارضة، بينما الأزهر صامت وغائب وتائه، فلا شيخ الأزهر يعتصم، ولا يعترض، فقد جئ به بقرار من الرئيس، وسيرحل بقرار من الرئيس.
2 التعليقات:
للاسف معاك حق فى كل حرف يا محمد
الاقباط بيستغلو الموقف دلوقت
والامن بيسهلهم العمليه
وده ناتج من شعورهم بانهم اقليه فلازم يبقو مظلومين رغم انهم واخدين حقهم وزياده
اما ازاى احنا فى دوله مش بتسمح بحريه العقيده دى حاجه احا يعنى
كل ما قلته حقيقة مع الاسف
انه الوقت لاغتنام اكبر مكاسب من النظام الذى يرضخ من اجل اصواتهم التى تتحرك باشارة من البابا
فهم يمثلون دور المغلوب على امره وهم فى الحقيقة اخذين اكثر مما يستحقون بل اكثر مما ناخذ نحن المسلمون
ولكن هذه هى ضريبه الرضوخ للغرب وتنفيذ توصياته
إرسال تعليق