السبت، 30 يناير 2010

مباراة السيول


بقلم / محمد أبو العزم
السيول التي اجتاحت سيناء وأسوان والتهمت المنازل والناس والبنية التحتية الحكومية كشفت النقاب عن الفشل الذريع الذي تدير به الحكومة الدولة ، ففي الوقت الذي تصدع فيه الحكومة رؤوسنا بالبنية التحتية جاءت السيول لتنسف تلك الخرافة التي يزعمون تطويرها على مدى ثلاثين عاماًَ . الخرافة التي جعلت التقدم في بلدنا يُقاس بكم الإنشاءات الهندسية (!) التي تقام على أراضينا . فالرئيس في خطابه في عيد العلم أكد أن التعليم في مصر في تطور ونهوض ، ذلك أن أعداد المدارس ارتفعت من عدد كذا إلى عدد كذا ، وهو ماأكد على أن النظام جعل البنية التحتية هي المؤشر الرئيس لنجاحه وفشله ، وهي الغاية التي يُسخر من أجلها شتى الوسائل .

 
لكن أتت كارثة السيول في سيناء لتكشف النقاب عن الفشل الذريع للنظام بأكمله ، فلا النظام نجح في إدارة الموارد البشرية ولا هو نجح في تطوير البنية التحتية ، ذلك أن البنية التحتية في سيناء لم تصمد أمام السيول مما تسبب في إنقطاع كل الخدمات عن المناطق المنكوبة ، والتي ترفض حكومة القرية الذكية اعتبارها منكوبة لأسباب لانعلمها نحن ولكن المؤكد أن أحداً ما يعلمها ! .. فسيناء الآن بلا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي وأهلها يلتحفون العراء في ذلك البرد القاسي . بالإضافة إلى العبقرية الفذة في بناء بعض الإنشاءات الهندسية (!) على مجارى السيول ، ومن ثم غيرت السيول مجاريها لتعصف بمنازل الفقراء والبائسين ، لتضيف إلى الفشل في إدارة الأزمة سوء التخطيط .

جاءت تلك الأزمة لتطرح تساؤلات عدة حول مكانة أهل سيناء عند النظام ، وهل النظام أسقط ورقة أهل سيناء من حساباته وبات يعتبرهم عبئاً على الدولة ، وكذلك عن إدارة النظام للأزمات التي تحل بالبلاد . تزامنت تلك الأزمة مع الاهتمام الواضح من النظام بأكلمه بمباراة مصر والجزائر باعتبارها حدث قومي ومشروع وطني يستحق نسيان أبناء الوطن الذين التهمت السيول منازلهم ومشروعاتهم .

 
الذي يؤكد أن النظام يبحث عن الانتصارات السهلة التي تجمع الشعب على هدفٍ واحدٍ ، يكون ذلك الهدف بعيد كل البعد عن الواقع الذي تعيشه البلاد ، فلا يحاول النظام حتى استثمار المصائب والنكبات الحقيقية لتجميع الشعب على هدف حقيقي يتم استثماره للنهوض بتلك البلاد التي تعانى من كل الأمراض التي يمكن أن يعانى منها جسد أمة . بل يذهب ليساند فريق الكرة ويدعمه ويبحث في كيفية تأمينه لينجز المهمة القومية التي ستدفع بالملايين إلى الشوارع متناسين هموم وطنهم كي يعبروا عن فرحتهم بالانتصار المتحقق في ملاعب كرة القدم .

 
ومن ثم أؤكد أن تداعيات وتجليات أزمة السيول لن تكون قريبة الظهور من حيث الزمن ، لكن المؤكد أن أزمة السيول ذات يوم ستلعب دور صانع الألعاب الرئيس في الملعب السيناوي بكامله . وسيعلم النظام ذات يوم أنه ارتكب خطأ جسيماً في إهماله لأهل سيناء حين تتجلى تلك التداعيات على الملعب السياسي .
m_aboulazm@yahoo.com

Share/Bookmark

الاثنين، 25 يناير 2010

حلم البابا

بقلم / محمد أبو العزم
أعتقد أن الرئيس السادات كان عبقرية سياسية تستحق الاحترام والتقدير ، وبالرغم من اختلافي مع الرئيس السادات فيما أقدم عليه من خطوات أعقبت حرب أكتوبر المجيدة ، إلا أنني لازالت متمسكاً بأنه سياسي محنك ، ومفكر بالغ الذكاء . قد يختلف الكثيرون حول الصورة التى أرى السادات في إطارها ، غير أن هناك كثيرون مثلي يتفقون معي فيما أذهب إليه وإن كانوا من خصومه .
في خطاب عزله للبابا شنوده أمام مجلس الشعب أكد الرئيس السادات أن للبابا طموح سياسي ، وأنه - أي البابا - يطمح في إقامة دولة داخل الدولة . وقد تصور البعض في هذا الوقت أن السادات يخاصم الكنيسة متمثلة في البابا شنوده نظراً للمنحى الإسلامي الذي بدأ السادات يتخذه في تلك الآونة ، غير أني أرى أن السادات بخبرته في العمل السياسي ارتأى أن القوة التي يتحدث بها البابا في اجتماعاته في الكاتدرائية والقرارات التي تأتى مصادمة لقرارات الدولة تنذر بطموحٍ سياسي لذلك الرجل الذي يعتلى سُدة الكنيسة المصرية . وذلك مادفع الرئيس السادات إلى عزله عن منصبه ، وتعيين مجلس من خمسة رجال دين ليديروا شئون الكنيسة المصرية ، والذي بدوره دفع بالبابا شنوده للاعتصام بالدير حتى عام 1984 .
كان البابا وقتذاك مندفعاً نوعاً ما ، ومع مايتمتع به من ذكاء وكاريزما جمعت حوله الأقباط إلا أنه كان سريع الغضب إزاء قرارات السادات التي صدرت في تلك الحقبة والتي اختلفت مع الرؤية الكنسية ، وتمثل ذلك في محاولة السادات تطبيق الشريعة الإسلامية ، مما دفع بالكنيسة إلى إصدار قرارات كان أشدها وطأة دعوة الأقباط لصوم إنقطاعي لخمسة أيام ، والذي يؤكد أن البابا كان متسرعاً بما يكفى ليضع نفسه في خصومه مع نظام السادات .. الوضع الذي تغير إبان فترات حكم مبارك ، والذي اتسم فيه البابا بحكمة وذكاء بالغ ، حيث إن البابا بدأ فعلياً في تنفيذ مايطمح إليه من غير صداماً مع الدولة .
فالبابا لاتمر مناسبة دون تأكيده على ولائه للرئيس مبارك ونظامه بل وحتى نجل الرئيس ، في الوقت الذي تنطلق فيه أصوات الأقباط في المهجر منددة بنظام مبارك ، والدعوة لقطع المعونات عن مصر نظراً لما يعانيه الأقباط من اضطهاد من هذا النظام .. ومع تأكيد البابا على ولائه للنظام إلا أنه لايعلن تبرئه من مطالب أقباط المهجر . وهو ذات الموقف الذي اتخذه البابا مع زكريا بطرس ، حيث إن البابا حين يُسأل عن زكريا بطرس لاينكر مايطرحه بطرس على قناته ، بل يؤكد أن هناك مسلمين يشتمون ويسبون أيضاً ! .. وفيما بدا لي أن البابا بات أشد حرصاً من أن يدفع بنفسه في خصومة صريحة مع النظام ، ولكنه يدفع ببعض الأتباع كي ينفذوا مايخطط له فيما يبدو هو بعيداً عن الصورة .
المكاسب التي تحصل عليها البابا في عهد مبارك ، والتي أكد كثير من القيادات الكنسية أن عصر مبارك كان عصراً ذهبياً بالنسبة للكنيسة لما جنته من مكاسب إبان فترة حكمه ، تؤكد على الغباء السياسي الذي تعامل به النظام مع الكنيسة ، والذكاء الشديد للبابا الذي جعل الكنيسة تكسب أكبر قدر دون وقوع صدام مع النظام . وتدفعني للتساؤل حول إذا ماكان طموح البابا الذي تنبأ به السادات قد تحقق بالفعل ، أم أن البابا في طريقه لتحقيق حلمه ؟
m_aboulazm@yahoo.com

Share/Bookmark

الجمعة، 15 يناير 2010

الكنيسة والدولة !!

الكنيسة والدولة
بقلم/ محمد أبو العزم
في أعقاب جريمة نجع حمادى نُصبت سرادقات اللطم والنواح والعويل في جرائد الملياردير القبطي المعروف ،التي توصم زوراً وبهتاناً بالجرائد الخاصة والمستقلة ، وراح البعض يندد والآخر يشجب وثالث يستنكر ويدين ، لكن الملفت محاولة البعض إلصاق التهمة بالإسلام والإسلاميين ، بالرغم من كون مرتكبي الجريمة مسجلين خطر من أرباب السوابق ، ولم يعرف عنهم التدين ، ولا تربطهم علاقة بالمتدينين من قريب ولا من بعيد . والذي زاد من دهشتي واستغرابي ردة فعل البعض الذي حاول سوق المبررات والدفاعات لتبرئة الإسلام من تلك الجريمة البشعة ، فنحن لسنا بحاجة للدفاع عن الإسلام في كل جريمة ترتكب في حق المسيحيين ، فموقف الشريعة الغراء معروف وواضح من مقتل الذميين ، ولا نحتاج إلى تقديم عريضة دعوة تحوى دفاعاً عن الإسلام في كل جريمة جنائية .
الذين حاولوا سوق المبررات كانوا الأكثر اعتدالاً بين كل من تناول الموضوع ، ذلك أن البعض راح ينوح على الوحدة الوطنية ، وثاني راح يذكرنا بالمواقف الوطنية الجليلة للأشقاء في الوطن ، وآخر يضع يده على قلبه في كل عيد ميلاد خشية وقوع هجمات على المسيحيين مصوراً الوضع في مصر كما لو كان في الصومال . الأمر الذي يخدم أهداف أقباط المهجر بحالٍ من الأحوال في محاولاتهم الرامية لتصوير الوضع بالاضطهاد الديني للأقلية .

ثم الانتقال من سرادقات اللطم والنواح إلى سرادقات الاستقواء بالغرب والتهديد باللجوء للقضاء الدولي ، فهذا مستشار الكنيسة المصرية يعقد مؤتمراً يهدد فيه باللجوء للقضاء الدولي ، ويلوح للنظام السياسي بورقة أمريكا في يدٍ أخرى ،ويطالب بعزل كلاً من وزير الداخلية ومحافظ قنا - المسيحي - لتقصيرهم في حماية المسيحيين يوم عيدهم .

ولم يكن مستغرباً أن يستغل العلمانيون الأجواء المحتقنة للاصطياد في الماء العكر ، فهذه فرصة ينبغى ألا يفوتوها ، فكتب أحدهم عن أسباب الحادث ودوافعه والذي تحاشى فيها الحديث عن جريمة فرشوط ، وانبرى ليقدم لنا تصور جديد تفتق عنه ذهنه وهو أن السلفية الوهابية مدعومة من الأمن السياسي هي السبب الرئيس في الحادث ، إذ أن الفكر السلفي ينشر أفكاره الذي تقدم الأقباط كمواطنين درجة ثانية ، ولاتجوّز تولى المسيحي الحكم في بلد ذات أغلبية مسلمة ! . ولم يفوت الفرصة للنيل من النقاب واللحية وتحكيم الشريعة . ثم تمادى في غيه وصوّر لنا التطرف القبطي بأنه رد فعل للتطرف الإسلامي ، وأن كل الجرائم التى تصدر من الطرف المسيحي تأتى كرد فعل على جرائم قام بها الطرف المسلم ! . كل ذلك بالرغم من الغموض الذي يحيط بالجريمة إلا الأن ، والذي قدمت روايات عديدة لأجل كشف هذا الغموض ، ومنها رواية تورط أعضاء من الحزب الوطني في التحريض على الجريمة .

الذي دفع أحمد عز للنزول من برجه العاجي ليذهب إلى نجع حمادي لتقديم فروض الولاء والطاعة في كاتدرائية نجع حمادي ، والذي سبقها زيارة العديد من قيادات الوطني للكاتدرائية لمحاولة لملمة الوضع . وكذلك زيارة المحافظ للكاتدرائية لأول مرة منذ توليه منصبه ، كما أعدت نقابة المحامين وفداً لزيارة الكاتدرائية لتقديم العزاء فيمن أطلقت عليهم إحدى جرائد الملياردير القبطي الشهداء في الوقت الذي وصفت فيه مروة الشربيني بقتيلة الحجاب إبان وقوع جريمة مقتلها .

المفارقة أن تلك الجرائد صورت جريمة انتهاك عرض طفلة مسلمة على يد شاب مسيحي بأنها جريمة لاعلاقة لها بالدين - وهو واقع - ، وأن الإنحراف يطال الشباب المسلم والمسيحي ، وبالمقابل لم يعلو صوت تلك الجرائد إلا حين قام بعض المسلمين بالاعتداء على بعض ممتلكات لمسيحيين رداً على تلك الجريمة ، وقدمته للمجتمع في إطار الجرائم الطائفية !

الاختراق الكنسي المتمثل في الملياردير القبطي لتلك الصحف يثير الريبة إزاء الأهداف الكنسية في الوقت الراهن ، ذلك أن ثمة مؤشرات تنذر بقوة مفرطة للكنيسة المصرية في مجابهة الدولة المصرية . حيث أن الدولة تسيطر على الإعلام الرسمي ، وهناك شبه سيطرة للكنيسة على الإعلام المستقل . وكذلك امتلاك الكنيسة لمليشيات تظهر في مواكب استقبال البابا عند عودته من أمريكا ، وتظهر تحت مسمى الكشافة !
بالإضافة إلى الترضيات التى قُدمت لأقباط المهجر قبيل زيارة الرئيس مبارك إلى واشنطن ، وتقديم وعود بالاستجابة لمطالبهم عقب الزيارة . وكذلك التغاضى التام عن قضية وفاء قسطنطين بالرغم من تقديم بعض المسلمين بلاغات للنائب العام بشأنها . ثم إبداء التخوف من جانب الدولة المصرية حين انتشرت شائعة بشأن فرض البابا صيام ثلاثة أيام احتجاجاً على مقتل السبعة في حادث نجع حمادي . وسحب كتاب الدكتور محمد عمارة من الأسواق الذي كتبه رداً على كتاب تنصيري انتشر في الأسواق ، والذي دفع مجمع البحوث الإسلامية إلى تقديم اعتذار يبدى فيه إيمانه الشديد بالعقيدة المسيحية ! .

التهديد المستمر من البابا بالاعتصام في الدير عند وقوع أي أزمة والذي يدفع الدولة إلى الرضوخ التام لمطالب البابا يزيد من تلك الشكوك حول قوة البابا في التأثير على النظام في مصر ، ومدى قوة الكنيسة في تغيير القرارات السياسية ، كل تلك المؤشرات تلوح على قارعة الحياة السياسية طارحة سؤالاً .. هل باتت الكنيسة دولة أقوى من الدولة ؟ .

Share/Bookmark

الاثنين، 11 يناير 2010

وزير بدرجة أمين شرطة


بقلم / محمد أبو العزم
في عددها الصادر يوم الرابع من يناير نشرت جريدة " المصريون " الإلكترونية خبراً جاء فيه : " أصدر الرئيس محمد حسني مبارك الاحد قرارا جمهوريا بتعيين أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس وزيرا للتربية والتعليم، وعلاء الدين محمد فهمي رئيس الهيئة القومية للبريد وزيرا للنقل والمواصلات. "


وقع الخبر كالصاعقة على الكثيرين خاصة ممن ينتمون للحقل التعليمي في مصر، بيّد أن هناك كثيرين قد سعدوا لخروج هذا الرجل من جامعة عين شمس . الرجل الذي حوّل الجامعة من صرح تعليمي إلى لاظوغلي آخر . الرجل الذي لم يستطع أن يخفى ميوله الأمنية التى تربى عليها في بيت اللواء زكي بدر .

واللواء زكي بدر هو رابع وزير للداخلية في عهد مبارك، عُرف عنه سوء الأدب وسلاطة اللسان وإرهاب المعارضين ، يروى المفكر الاسلامى الدكتور محمود مورو فى كتابه "الملف الاسود" أن بدر " قد فعل ومارس أبشع أساليب البطش مما سجلته صحف المعارضة من اعتقال عشوائي.. إلى ضرب في المليان، وقتل للعناصر المعارضة في الشوارع.. أو اقتحام القرى والمدن وتعذيب أهلها.. أو هتك الأعراض.. أو التعذيب الوحشي في السجون.. أو اعتقال النساء والأطفال، أو سواء استخدام قانون الطوارئ في منع المعارضين من السفر أو التجسس على الأحزاب المعارضة، أو الشخصيات التي تمارس السياسة أو الحياة العامة".


ملابسات تعيين أحمد زكي بدر في هذا المنصب تندرج تحت بند الغيبيات، خاصة إذا ماعلمنا أن الرجل صُعد إلى منصب رئيس جامعة عين شمس بنفس الطريقة وسط ذهول من العاملين بالجامعة لاسيما أن هناك كثيرين أقدم منه في السلم الوظيفي . الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة لاسيما إذا ماوضعنا في الاعتبار السرعة التي يترقى بها أحمد زكي بدر في كل منصب يتقلده ، فلم يلبث أحمد زكي بدر في منصب نائب رئيس الجامعة سوى ستة أشهر ، ثم صُعد بقرار من رئيس الجمهورية إلى منصب رئيس الجامعة ، وذلك ماحدث بالضبط في طريقة تعيينه كوزير للتعليم ، فبعد عامين من تقلده منصب رئيس الجامعة يصدر قرار من رئيس الجمهورية بتعيينه .

السؤال الذي مازال طارحاً نفسه : هل أحمد زكي بدر هو الأنسب لهذا الموقع .. هل أحمد زكي بدر هو الأجدر بهذا المنصب .. هل يستحق أحمد زكي بدر كل التقدير الذي يحظى به من الرئيس شخصياً ، وهو مايبدو واضحاً في قرارت التعيين التي تصدر من الرئيس رأساً .. الإجابة قد تظهر من خلال السطور القادمة والتى سأذكر فيها شيئاً من حصاده المر في جامعة عين شمس :

1- حصل الدكتور أحمد زكي بدر في استفتاء عام بمؤتمر القاهرة الدولي 2008 علي لقب أسوأ رئيس جامعة من بين 17 جامعة مصرية وهذا نتيجة لما تشهده الجامعة من تردي للأوضاع منذ أن تم تعينه رئيسا لها.
2- غلاء المصاريف والكتب الطلابية لأكثر من 400% إبان فترة رئاسته للجامعة .
3- شهدت جامعة عين شمس اليوم الاربعاء 24 أكتوبر 2007 حالة من الهلع الجماعي بين الطلاب حيث قام الامن بمصاحبة مجموعة من البلطجية بالتعرض لمسيرة سلمية قام بها طلاب الاخوان المسلمين الذين تظاهروا نتيجة شطبهم من الانتخابات و زيادة المصاريف الجامعية .
4- السماح بدخول البلطجية من حاملي الشوم والسنج والأسياخ الحديدية، واعتدوا علي الطلاب والصحفيين، بالسيوف والسنج والمطاوي والزجاجات الحارقة والمفرقعات الصوتية .
5- إصابة أكثر من 20 طالب في الاشتباكات بين الطلبة وميلشيات الوزير الجديد ، واعتقال 14 من طلبة الإخوان أفرجت عنهم النيابة فيما بعد لعدم ثبوت أي شيء ضدهم .
6- الاعتداء بالضرب على عمرو شرف مصوِّر جريدة (الدستور) الذي كان يقوم بتغطية لما يحدث من اعتداء على طلبة الإخوان المسلمين من ميلشيات البلطجية التي يتزعمها الوزير الجديد ؛ مما أدى إلى حدوث قطع في رأسه تم على إثره نقله لمستشفى عين شمس .
7- شطب طلاب الإخوان المسلمين من انتخابات اتحاد الطلاب ، و تزوير الانتخابات لصالح طلاب موالين لرئيس الجامعة .

رجل بهذا التاريخ السيء كان ينبغي أن يُقال من منصبه ، لا أن يُرقى ليصبح وزيراً للتعليم في مصر . ثم إن هناك سؤالاً آخراً هو هل تتناسب أخلاق هذا الرجل مع اسم الوزارة .. فالوزارة اسمها وزارة التربية والتعليم ، والرجل إن اعتبرناه من رجال التعليم يصعب علينا أن نعتبره من رجال التربية . في ، خلال لقاء احمد زكى بدر مع العمالة المؤقتة بالجامعة، قال لهم رئيس الجامعة: " إنتوا عارفين إنكم حفيتوا وانذليتوا.. وبُستوا الجزم علشان تشتغلوا عمال، رغم إنكم حاصلين علي مؤهلات عليا " .. هل يليق أن يكون صاحب هذا اللسان وزيراً للتربية ؟ .


Share/Bookmark

الجمعة، 8 يناير 2010

بيان جبهة علماء الأزهر حول الجدار الفولاذي






يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة 51 :52)

   أجرت صحيفة الدستور المصرية الغراء هذا اليوم- يوم الثلاثاء الخامس من يناير- حديثا مع الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين جاء فيه سؤالها له عن رأيه في بناء الجدار العازل بين رفح المصرية وغزة الفلسطينية؛ فأجاب فضيلته بجواب جاء فيه: إن هذا الجدار فيه شبهة الاقتراب من الكفر،  فيجب أن لا نوافق عليه؛ وأن نجاهر برأينا صراحة ؛ لأنه لا يحمي إلا أمن العدو الصهيوني "  أ0هـ
ومع عظيم تقديرنا للأستاذ الدكتور ولعلمه فإنا نقول :
بل إن هذا الصنيع هو الكفر بعينه ، وذلك لما يلي:
أولا: هذا الجدار هو في حقيقته إعلاء لمقتضيات السياسة الاستعمارية الكافرة التي وضعت تلك الخطوط الوهمية لتمزيق الأمة حتى يسهل عليهم فيما بعد عصور الاستقلال الزائف ابتلاع الدول مرة ثانية على ما عرف تاريخيا بخطوط سايكس بيكو، فجاء هذا الجدار محققا للاستعمار غايته في الأمة  على  حساب دين الله الذي قال فيه منزله   (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) (المائدة:48) وإن من مقتضيات حكم الله في تلك القضية هو قوله جل جلاله(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون:52) وقوله (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:92)     فإذا بالجدار وصانعيه ومنفذيه والمدافعين عنه يحكمون في الأمة بما يوجب الكفر لمستحليه حيث قال تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44) وقد كان من هؤلاء المدافعين من قام على رؤوس الأشهاد بسب الدين للمنكرين لهذا الصنيع في مجلس الشأن أن أنه من أرفع المجالس، فإذا بهم يسلكونه سبيل أحط المجالس بالصمت على تلك الجريرة، فإن سب الدين معلم فاضح من معالم الردة، والمدافع عن هذا المجرم والحامي له شريك له في الإثم والحكم كما لا يخفى.
ثانيا: أن في هذا الصنيع حصار للمستضعفين والمجاهدين، مما يؤدي يقينا إلى قتلهم صبرا بسبب دينهم وجهادهم، وقد قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) وأي إيمان يرجى لمن قال فيه صلى الله عليه وسلم" فيما أخرجه الشيخان والترمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي شُريح الخزاعي  " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قيل ومن يا رسول الله" قال:" الذي لا يأمن جاره بوائقه" وفي لفظ " لقد خاب وخسر من هو" وفي حديث كعب" من خاف جاره بوائقه"، والبوائق  على ما جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد والإسماعيلي هي شر الجار  " فأي شر أشر مما يجره هذا الجدار اللعين على المجاهدين وذويهم، وذراريهم ممن لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا؟  مما يجعل الدفاع عنهم فريضة مفروضة منكرها كافر بيقين لا حصارهم والتضييق عليهم لصالح عدوهم وعدو الله وعدونا قال تعالى:( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرا *ًالَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء 75:76) .
وبهذه الآية يتحقق ثالثا
ثالثا: أن في هذا تمكين للصهاينة واليهود، فإنه قتال في سبيل الطاغوت، وقد قال جل جلاله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)  كما سبق. 
رابعا: أن في هذا الصنيع قلب للحقائق بالكذب المدفوع بدافع الحرص على متاع الدنيا الزائف بكل صنوفه، فإن الذي يهدد أمن مصر القومي هي إسرائيل وليس إخواننا وعشيرتنا من أبناء غزة المجاهدين – وليس من معنى هذا أننا ندعوا لتدليل من يثبت عليه جرم في حق مصر أو في حق غيرها من الدول ذات الاحترام المشروع والأفراد المعصومة دماؤهم وأموالهم، فمثله ينبغي أن يعرض على قضائها النزيه ليقول فيه حكمه ، ولا نقبل أن يعامل المجرم من العرب وغيرهم مثل ما يعامل به أبناء القردة والخنازير الذين يقبض عليهم متلبسين بأشنع الجرائم ثم تعفوا عنهم الدولة مجاملة لإسرائيل-
 وفي استحلال الكذب ثبوت الردة والكفر ،فقد قال تعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) .
خامسا: أن في هذا الصنيع تقطيع للأرحام التي أمر الله أن توصل حيث قال (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة:27). وقال أيضا جل جلاله من رب  ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (محمد 22  :23)، وهذا  الأمر هو الذي به محق الله الأمم قبلنا حيث قال تعالى لهؤلاء الذين وقع سادتنا فيما وقعوا فيه من قبل نحو أهليهم وذراريهم  (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ* ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة 84 :85)  وكل هذا قد كان في تلك السياسات الجائرة، خذلناهم بعد أن خدعناهم، ثم طا ردنا هم خوفا منهم وحاصرناهم،ثم علَّقناهم في المعابر، ومنعناهم وهم من أنفسنا منعناهم من التواصل مع ذويهم على ما أمر الله، وانشغلنا بقتالهم وحصارهم ورميهم بالنقائص عن قتال عدونا وعدو الله وعدوهم، ثم سوّقنا ظلمنا لهم بكلام السياسة الفاجرة والسياسيين الذين انقلبوا على دينهم ودين الأمة بعلم أو بغير علم، وحملنا الذين كان ينبغي أن نصون ولو في الظاهر مكانتهم لصالح الدولة والأمة حملناهم على العبث بمقتضى وظائفهم، و العبث بدينهم ودين الأمة على وفق ما جاء في كلام الأستاذ فهمي هويدي الذي يشبه التقرير في مقاله الفذ " عبث السياسة بالدين" الأمر الذي سقطت به هيبة ذوي الشأن بما أتوا من مكر وخداع قال فيه صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه" والمكر والخداع في النار" يعني أصحاب المكر والخداع.
إننا لازلنا غير متجاوزين للفعل إلى كثير من الفاعلين -غير السابِّ لدينه والمستحل لدماء وحرمات المسلمين والمعاهدين- بهذا البيان آملين أن يسارع الذين سقطوا في حبائل الشياطين أن يراجعوا مع الله ومع الأمة دينهم، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل قبل أن تعم الكوارث وتفشوا الفواجع وتستمكن منا المواجع التي لا رجاء معها ولا حيلة عندها.
(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(هود: من الآية88)   .
             
              صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الثلاثاء 19 من المحرم 1431هـ الموافق 5 يناير 2010م  

 

 

Share/Bookmark

شاب ليبي يعظ شياطين الأمن المركزي !!



Share/Bookmark

الخميس، 7 يناير 2010

لا فُض فوه «يطلّع دين اللى خلفوه»

 http://www.youm7.com/images/NewsPics/large/s620099182912.jpg

بقلم / يسري فوده 
هؤلاء من الشعب المصرى الذين لا يفهمون جيدا، فيسمحون لأنفسهم بأن يغضبوا سريعاً من تصريحات وزير المالية، يوسف بطرس غالى، عليهم أن يتقوا الله فى رجل لا يستطيع أحد أن يشكك فى وطنيته وفى مهنيته وفى إتقانه لآداب اللغة والذوق العام. فأولاً، اصطاد الرجل بكل مهارة تعبيراً مصرياً خالصاً هو «أطلّع دين اللى خلفوه» وهو ما ينم عن حس وطنى يشجع الصناعة المحلية أمام هؤلاء الذين يستوردون تعبيرات أفرنجية.

وثانياً، ينم هذا الاختيار لهذا التعبير بهذه الصورة عن شجاعة نادرة ومحمودة، لأنه لم يحاول، كما يفعل بعض الجبناء، أن يختبئ وراء اللغة فيقول مثلاً إنه سوف يطلّع «ديك« اللى خلفوه. وثالثاً، أنه كان رحيماً متفهماً لأعباء الجيل الحالى من المصريين فتركهم وشأنهم وركز، فى لفتة تستحق التقدير، على تطليع دين «اللى خلفوهم».

وبالعودة إلى معجم «مختار الصحاح» لإجراء تحليل مضمون للعناصر المكونة لهذا التعبير العبقرى، سنكتشف أننا نظلم الرجل ظلماً بيناً حين يسمح البعض منا لنفسه بأن يعتقد أنه قل أدبه على أحد، بل على العكس من ذلك تماماً، يشير، أولاً، الجذر اللغوى للفعل العربى «طلع» إلى خير كثير، فأنت تقول «طلعت» الشمس فأنارت العقار الذى سيشاركنى فيه قريباً وزير المالية. وتقول «طلْع» النخلة أى بلحها الذى نصنع منه عجوة. ثم إن أجرومية الفعل نفسه أجرومية إيجابية لا سلبية، فرغبتك الدفينة فى تطليع الشىء يعنى أن الشىء يوجد فى أسفل وأنت تريد أن تشده إلى أعلى، وهو ما يستحق الوزير عليه شكراً لا توبيخاً، فقد كان بإمكانه مثلاً أن يقول «أنزل دين اللى خلفوه» من مكان ما فى جسم الإنسان، أو حتى «أدمر دين اللى خلفوه» حيث يقبع فى مكانه.

وثانياً، لا يشير السيد «مختار الصحاح»، لا من قريب ولا من بعيد، إلى أى ارتباط للجذر اللغوى «دين» بالعقيدة. بل إنه يشير إلى «ديْن» بفتح الدال فتقول إن فلاناً «مدين» وأن مصر «مديونة»، ومن هذا المنطلق نكون قد تسرعنا فى الحكم على الرجل الذى ربما كان يقصد أنه يريد أن «يطلّع ديْن اللى خلفوه« كى تقوم وزارة المالية بسداده عنه من ضريبة العقارات. أما «دِين» بكسر الدال فمعناه وفقاً للصحاح العادة أو الشأن: دانه يدينه دِيناً (بكسر الدال) أى أذله واستعبده، وإن كان هذا المعنى على ما نظن أبعد ما يكون عن نية الوزير. وفى الحديث الشريف أن «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت»، وهو حديث يستفيد منه عادةً «الكَيّس» بفتح الكاف أكثر من «الكِيس» بكسر الكاف.

وثالثاً، يشير الصحاح إلى أن «الخَلْف«، بفتح الخاء وتسكين اللام، هو الردىء من القول، وليس الردىء جداً أو «الواطى» كما يمكن أن يعتقد «معالى» الوزير، فقد كانت الأعراب تقول: «سكت ألفاً ونطق خلفاً» أى سكت عن ألف كلمة ثم تكلم بخطأ وفقاً للمعجم. وأيضاً وفقاً للمعجم فإن «الخُلْف»، بضم الخاء وتسكين اللام، هو اسم مشتق من «الإخلاف» وهو فى المستقبل كالكذب فى الماضى. وربما أن «خلفوه» بهذا المعنى تشير إلى أنهم جعلوه «متخلفاً».

تثبت لنا إذن، بالنظر إلى ما تقدم من معطيات ومن حجج وأسانيد، براءة السيد وزير المالية من ظن السوء، ويستحق منا اعتذاراً عما ظنه به بعض السفهاء منا، مثلما يصير من حقنا نحن أيضاً أن نرد له الجميل بأن «نطلّع دين اللى خلفوه».


Share/Bookmark

الاثنين، 4 يناير 2010

الشرطة المصرية تعتدى على نشطاء أجانب .. Egyptian police beat Gaza peace activists



Share/Bookmark

هل يستحق الشعب المصري مايناله من نظام مبارك ؟

http://productnews.link.net/reuters/OLMEITE_iptc/26-09-2007/2007-09-26T174222Z_01_NOOTR_RTRIDSP_2_OEGIN-EGYPT-BREAD.jpg

كتيراً ما أتساءل هل يستحق هذا الشعب الفقر والجهل والمرض والظلم والاستبداد الذي يعيش فيه ؟ . قد يبادر البعض بالجواب ويؤكد أن شعبنا شعبٌ طيب مسالم مسكين لاحول له ولاقوة . فهل الشعب المتصف بهذه الصفات يستحق تلك المعاناة ؟.

لكن المتأمل في أحوال هذا الشعب قد يجده مستحقاً لكثيرٍ من الظلم والاستبداد والفساد الذي يعيش فيه . وسأدلل على ذلك بدلائل كثيرة . منها :
1- جميعنا يستاء جدًّا إذا كان واقفاً في صفٍ أو منتظرٍ لوظيفة أو غير ذلك ثم يجد من جاء بعده أنهى ماجاء لأجله بينما هو لايزال قابعاً في مكانه أو أخذ وظيفة من حقه، ونلعن الدنيا والحكومة لأننا في زمن المحسوبية . بيد أننا نحن الذين استئنا من تلك المحسوبية الجائرة في أول فرصة تتاح لنا نستخدم المحسوبية لتخليص مصالحنا ونتحجج بأننا في زمن لم يعد فيه ضمير .

2- الكثيرون من هذا الشعب حين يطلب منهم موظف بصورة مباشرة أو غير مباشرة رشوة يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن الله الراشى والمرتشى " ويردده في نفسه مستنكراً حال هذا الموظف المرتشى ، بيّد أننا حين تتعقد الأمور نتذكر النصف الثاني من الحديث فقط وندفع لهذا الموظف مايطلبه . بل والأكثر دهشة من ذلك أن مَنْ كان يردد ذلك الحديث حين يعود إلى مكتبه في محل عمله لايجد أي غضاضة في طلب رشوة من المواطنين ولكنه في تلك الحالة يتذكر النصف الأول من الحديث متحججا بظروف المعيشة الصعبة .

3- قبيل الانتخابات التشريعية يتذكر المواطنون جيداً المعاملة التى لقوها من مرشح الحزب الحاكم ، وكيف أنه لم يأتِ لدائرته إلا في الأعياد . كما أنه لم يقدم لأهل دائرته الخدمات التى وعد بها ولم يطلبوها إبان حملة ترشحه ، كما أنه لم يدافع عن حقوقهم المسلوبة تحت قبة البرلمان وإنما كان لساناً ناطقاً باسم الحكومة . ولكن مع كل ذلك فنفس هؤلاء المواطنين يدلون بأصواتهم لمرشح الحزب الحاكم مقابل بعض الرشاوى الانتخابية التى يقدمها لهم ، وليست تلك الرشاوى بالشرط أموال ، بل كثيراً ماتكون في صورة خدمات ، ولكم في انتخابات نقابة الصحفيين عبرة .

4- أثناء تجوالي في الشوارع ، وحين أستقل بعض المواصلات ، ألاحظ شيئاً قد يلاحظه الجميع من حولي ، ألا وهو سب النظام المصري من أعلى فرد فيه إلى أقل فرد فيه . فمن اتهاماتٍ بالفساد والظلم والاستبداد إلى اتهاماتٍ بالعمالة والخيانة بل يصل الأمر إلى استخدام الألفاظ النابية في إهانة رموز النظام . لكن هؤلاء الذين يسبون النظام ليل نهار هم أنفسهم من يعلقون لافتات الترحيب بالرئيس على غرار " كلنا بنحبك ياريس " .. " مصر كلها بتحبك ياريس " .. " نعم لفترة رئاسية سادسة " .. إلى غير ذلك من صور النفاق المقيت .

5- حين ظفرت مصر بكأس الأمم الأفريقية 2006 و 2008 خرج الشعب المصري كما لو كنا حررنا القدس ، وكانت الهتافات تتعالى والأعلام ترفرف والكل يردد " مصر .. مصر .. مصر " وكانت الجموع بالألاف بحيث يظن المرء أن هذا الشعب لايسكت على ظلم أو فساد .. بيّد أن الذين خرجوا في مظاهرات الفرحة والنصر لايخرجوا حين يُصدر الغاز لاسرائيل أو يُمارس ضدهم القمع والظلم لإقامة مولد اليهودي أبو حصيرة ، أو حتى حين يُبنى جداراً فولاذياً لقتل إخواننا في غزة .

كل هذه الدلائل وأكثر منها يصور لنا حال هذا الشعب الذي استمرأ الظلم والفساد والقمع والاستبداد . قد يحاول البعض التبرير بأن هذا الشعب قد اسُتهلك في طلب الرزق خاصة إذا ماعلمنا أن 42% من هذا الشعب تحت خط الفقر، لكن في رؤيتي هذا قد يكون دافعاً أكبر للتخلص من رموز الفساد والظلم والاستبداد ، لا الاحتفاء بهم والتملق إليهم كي نحصل على حقوقنا !

الذي أود قوله هنا .. أنني لستُ بصدد تحميل الشعب المصري المسئولية الكاملة عما يحدث له من ذل وامتهان، بيّد أنني أريد إيصال رسالة لهذا الشعب أن الشعوب هي المحرك الرئيسي في كل عمليات التحرر من الاحتلال الخارجي والداخلي ، وأردد هنا قول الشاعر أبو القاسم الشابي :


إذا الشــعبُ يومًــا أراد الحيــاة  فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـلي     ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ
ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة   تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

فياشعب مصر انفضوا عنكم غبار السلبية، وتحرروا من عبودية النظام المستبد، واعلموا أن حريتكم بأيديكم، وأن سقوط هذا النظام المستبد مرهوناً بتحرككم الفعلي وتلاحمكم من أجل إسقاطه ، وتذكروا قول الله " إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " . 

محمد أبو العزم
4/1/2010


Share/Bookmark

الجمعة، 1 يناير 2010

عام مضى على مجزرة غزة .. A year ago to the Gaza massacre


أحياناً تُعبر الصورة أكثر مما تعبر الكلمات .. فسأدع الصورة تتكلم عن الجرائم الإسرائيلة .. والصمت العربي المخجل والمهين .
























































































































 

Share/Bookmark