الثلاثاء، 23 فبراير 2010

حتى إشعار آخر !

بقلم / محمد أبو العزم
ظللت لفترة ليست بالقصيرة متوقفاً بشأن تأييد الدكتور البرادعي عقب إعلانه في بيان أصدره من فيينا عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 2011 إذا ماتوفر المناخ الديمقراطي المناسب .. وبالرغم من متابعتي الدؤوبة لكل أخبار الدكتور البرادعي عبر وسائل الإعلام المختلفة من فضائيات إلى جرائد ومواقع إخبارية وجروبات الفيس بوك ، وحماسي المفرط تجاه فكرة التغيير ، إلا أنني لم أقرر بعد تأييد البرادعي من عدمه .

لكن مع مرور الأيام وتواتر الأخبار عن قدوم البرادعي لمصر ، وإصرار الرجل في كل الحوارات التي أجراها على الفضائيات وعبر الصحف على الإصلاح والتغيير في إطار تتفق عليه القوى الوطنية حتى وإن كان هذا الإطار لايأتى به إلى سدة الحكم . وبرغم ما تعرض له الرجل من حملات تشهير تميزت بالوقاحة والسفالة منقطعة النظير إلا أن ذلك لم يثنه عن فكرة الإصلاح والتغيير .

 لست هنا داعياً إلى فكرة المخلص الذي ينزل من السماء كي يفتدى المصريين تكفيراً عن خطايا النظام المستبد ، ولكني أطرح سؤالاً يبدو لي منطقياً وهو لماذا لانؤيد هذا الرجل وندعمه ونلتف حوله من أجل الإصلاح والتغيير . وإن بدا أن الإصلاح بعيد المنال في ظل وريث يملك طموحات وآمال لاحدود لها ، ونظام يدعم فكرة التوريث وتأبيد السلطة .

لكن ألم يكن يوماً تحرير مصر من المحتل الإنجليزي حلماً ، وقيام ثورة تطيح بالملك وحاشيته حلماً . ألم يكن وصول رجل أسود إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة أمراً يبدو مستحيلاً . إذن لماذا لانعيش ذلك الحلم وندعمه ونلتف حوله خاصة أن الذي جدد آمال التغيير وحرك المياه الراكدة رجل بقيمة الدكتور البرادعي الذي يمتلك مقومات لايمتلكها غيره .

فالرحل ذو سمعة عالمية طيبة ، حاصل على جائزة نوبل ، كان مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية لثلاث دورات متتالية . ثبات الرجل على مواقفه إزاء قضية السلاح النووي العراقي والإيراني ، وقد ظهرت بوادر انحياز ضد إيران عقب ترك البرادعي إدارة الوكالة مما يؤكد أن الرجل كان يتمتع بالحياد والشفافية ولا يقبل الرضوخ أمام ضغوط  أكبر دولة في العالم ، والتي اعترضت على ترشحه لفترة ثالثة كمدير للوكالة .

كما أنه لم يرتمي يوماً في حضن النظام المستبد طامعاً في تأييد منه أو تكريماً ، بل على العكس وقفت مصر أمام ترشيحه مديراً للوكالة وقدمت مرشحاً غيره  . كل تلك المقومات مع إصرار الرجل على الإصلاح والتغيير وثباته على موقفه إزاء قضايا الإصلاح الديمقراطي تؤكد أن الرجل يستحق أن نلتف حوله ونخوض معه تجربة الإصلاح والتغيير . ولذا قررت أن أنضم إلى كتيبة الحالمين بالتغيير حتى إشعار آخر !

Share/Bookmark

0 التعليقات:

إرسال تعليق