الجمعة، 14 مايو 2010

منحة مبارك للمصريين ...!

d985d8a8d8a7d8b1d983-d98ad8aad8add8afd8ab أرسل لي أحد أصدقائي على صفحتي على الفيس بوك مقطعاً مرئياً للأستاذ أحمد بهجت رئيس قنوات دريم، وممولها. حيث كان يتحدث في برنامج 90 دقيقة مع المذيع معتز الدمرداش، بحضور مصطفي الفقي، وهاني عزيز، وكان حديثه منصباًعلى الثناء على الرئيس مبارك، وديمقراطيته، والحرية التي منحها للمصريين، وظل الرجل طوال الوقت يتغنى بالرئيس مبارك .

أثناء مشاهدتي للحوار، بدا لي أن الرجل ماجاء إلى البرنامج إلا ليثني على الرئيس، ويشكر فيه، ويذكر محاسنه، ومآثره، ومناقبه، بل زاد الرجل على ذلك، وهاجم مذيعيه، ووسمهم بأنهم طالبي شهرة، لاسيما السوداويين منهم، الذين يسودون الدنيا أمام الناس .

وأردف أنه ابن لهذا النظام، ومعظم نجاحاته تحققت في عهد مبارك، ونفى بصراحة قاطعة كونه معارضاً لهذا النظام، وأكد أن مبارك هو من أتاح تلك الحرية، التي يتحرك فيها المعارضون والإعلاميون، ثم بدأ في وصلة تشنيع على الإعلامية منى الشاذلي لاستضافتها مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع، واستنكر الخلفية التي وضعت خلف منى والمرشد إبان الحوار، والتي ظهر فيها المصحف والسيف، واعتبر أن ذلك خطأ فادح كان ينبغى تداركه .

أثناء متابعتي للقاء، تأكد لي أن أحمد بهجت ماذهب إلى قناة المحور، ولا جلس بجوار الفقي وعزيز، وأمام معتز، إلا ليكفر عن سيئات المعارضة على شاشة فضائيته، مقدماً فروض الولاء والطاعة للرئيس ونظامه، إذ يبدو أن حوار منى الشاذلي مع المرشد العام أثار حفيظة المؤسسة الرئاسية، أو ربما الرئيس نفسه، فالرجل بدا غاضباً، وملامح وجهه كانت تشع سخطاً أثناء حديثه على مذيعيه .

إن ماحدث من أحمد بهجت، ومايحدث من غيره، من رجال أعمال، وإعلاميين، وساسة، ورؤساء أحزاب يفترض فيهم المعارضة، ونواب يفترض فيهم الاستقلال، من ثناء على الرئيس وديمقراطيته، وهجوم على المعارضة، والإعلام السوداوي، ينسف كل مايدعونه من حرية الرأي، وحرية التعبير، وهامش الحرية التي منحها الرئيس للمصريين .

إذ كيف يخرج من يدعون حرية الرأي والتعبير، ليكفروا عن خطيئة معارضة الرئيس، أو خطأ الوقوع في محاورة مرشد المحظورة، كما يحب الرئيس تسميتها.. فكيف يصدق الناس أن ثمة حرية، إذا كان لابد من الاعتذار عن ممارسة تلك الحرية ؟

ثمة سؤال أخر يتعين علي، وعلى غيري من المتابعين طرحه: لماذا يعتبر الكثير من المصريين أن الحرية منحة من الرئيس، وليست حق أصيل لكل مصري كفله له الدستور والقانون ؟

ربما لأن الشعب عاش طويلاً تحت وطأة قانون الطوارئ، الذي مد الرئيس مبارك أمده لعامين مقبلين، لنرزح تحت وطأة هذا القانون الاستثنائي 32 عاماً، وبذلك يدخل الرئيس مبارك موسوعة جينيس للطوارئ، ليصبح رئيس الطوارئ ؛ ومن ثم فقد الشعب حريته في التعبير عن رأيه، وحريته في ممارسة حقوقه السياسية . لذلك يظن بعضهم أن الحرية ينبغي أن يمنحها الرئيس، وينبغى كذلك على كل الناس التهليل والتطبيل للرئيس شاكرين أفضاله، لأنه منحنا جزء من حقنا الأصيل في الحرية .

المقال في جريدة “المصريون”


Share/Bookmark

0 التعليقات:

إرسال تعليق