الجمعة، 2 أبريل 2010

ملاحظات حول حملة الهجوم على الدكتور البرادعي !

ليس من عادتي قراءة جرائد الحزب الوطني، لكن أحياناً يتصادف أن تقع أمامي إحدى تلك الجرائد، ولأني من هواة النكد والكآبة، فقد وقعت إحداهن أمامي أمس، فتناولتها وشرعت في قراءتها . وقعت عيني على مقال رئيس التحرير فإذا به يضع عنواناً لمقاله " اضحك مع البرادعي " ، فنظرت للمقال بسرعة، ولم أمعن النظر فيه خشية هيجان القولون! ، ثم مالبثت أن قلبت الصفحة فوجدت كاتباً أخر يشن هجوماً على البرادعي، فتأكدت أن ثمة حملة بدأت من حملة الأقلام والمباخر ضد الدكتور محمد البرادعي، هذه الحملة التي بدأت لي عليها بعض الملاحظات: 

أولاً: معاودة الهجوم على الدكتور البرادعي من جانب دهاقنة النظام يؤكد نجاح الرجل في خلق حالة من الصداع داخل أروقة النظام، فكما يقولون الصراخ على قدر الألم . وهم قد شعروا بالخطر فبدأوا بالصياح مبكراً قبل أن يبكوا بعد ذلك حين يُسكب اللبن! 

ثانياً: الكلام الذي انتقد به الدكتور البرادعي مدعاة للسخرية والضحك، أكثر منه شتماً أو انتقاصاً للبرادعي، فحين ينتقد دهاقنة النظام الرجل بأنه لم يقدم حلولاً لمشاكل الفقر والجهل والمرض التي تضرب أرجاء الوطن، فهم بذلك يقدمون اعترافاً موثقاً عن فشل الرئيس الذين يعبدونه في إدارة البلاد طوال 30 عاماً، وبالأحرى السؤال يكون للرئيس مبارك ماذا قدمت طيلة 30 عاماً لحل مشاكل الفقر والجهل والمرض المتفشية في مصر بأسرها . 

ثالثاً: المقارنة التي عقدوها في كثير من دوائرهم الإعلامية بين إنجازات مبارك المزعومة، وإخفاقات البرادعي المتمثلة في عدم تقديم حلول للمشاكل التي أبدعها نظام مبارك، جعلت من البرادعي نداً للرئيس مبارك، وبرهنت لكل متابع على خطورة البرادعي على مبارك وأسرته الحاكمة . وكان يمكن تجاهل الدكتور البرادعي، وعدم عقد مقارنات بينه وبين الرئيس، لكن أحياناً يسئ المرء من حيث يريد الإحسان!

رابعاً: خفت الحديث عن النجل المدلل، والوريث المحتمل، وبات الحديث في شتى المحافل عن مبارك وإنجازته، وهذا في حد ذاته إنجاز حققته المعارضة الحقيقية، وذلك لأن تأخير مشروع التوريث وتعطيل القطار الذي انطلق بقيادة بعض المنتفعين من مشروع التوريث يشكل خطر على المشروع برمته، فقد يحدث أن يتوفى الرئيس، وبالتالى ستطرح سيناريوهات أخرى غير التوريث، ولن تكون فرصة الوريث بعد وفاة والده كفرصته في الوقت الراهن .


Share/Bookmark

0 التعليقات:

إرسال تعليق