في صباح اليوم الأثنين (5/7) طالعتنا الصحف الإلكترونية بخبر وفاة الدكتور نصر حامد أبو زيد، وربما حين ذكر اسم الرجل عند الكثيرين راحت ذاكرتهم تستدعى معركة التفريق بينه وبين زوجه، وحكم المحكمة بردته، واختيار الرجل للنفي الأختيارى، حيث قرر السفر إلى هولندا والمكوث هناك .
على أنني لم يدر بخلدي كل ماسبق، ماخطر لي هو الكيفية التي سيستقبل بها الأصوليون والعلمانيون خبر وفاة الرجل . أدركت للوهلة الأولى أن الأصوليين سيعتبرون موته بفيروس مجهول هو نصر مبين، وانتقام من الله على أفكار الرجل .
وعلى الضد من ذلك، توقعت ردة فعل العلمانيين، حيث سيغدقون على الرجل أرفع الألقاب، وأجل الأوصاف، مع وصف مخالفيه بالجهل والتخلف والرجعية والأصولية .
وللأسف لم يخيب الطرفين ظني، فقد باغتتنى التعليقات على خبر وفاة الرجل على شتى المواقع الإخبارية والإجتماعية لتكشف عن تدنى رهيب في قيم المجتمع، فالبعض قد تمنى للرجل الجحيم والعذاب لأنه حارب الإسلام، والبعض الأخر راح ينعت مخالفي نصر حامد بأدعياء الجهل والضلالة، وينال من عقائد الأخرين حمية للمتوفى .
والحق أن أصل الداء في تلك الحادثة، هو المبالغة، فالكل يبالغ، فالمحب يبالغ في محبته حتى يرفع محبه لمصاف الآلهة، والعدو يبالغ في عداءه حتى يهبط بعدوه إلى أسفل الدركات، بل ويجعله رديف إبليس وشياطينه .
لذلك وجب على الكل القصد في الحب والكره، الرفع والخفض، المدح والذم، فلا يجور ضد على ضده . وكذلك نصيحتى الغالية، ياإخواني اعلموا أنّا جميعا بشر، وأنّا جميعا نصيب ونخطئ، فلاتقدسوا أحدا مهما علا قدره، ولا تحطوا من شأن أحد مهما كان شأنه .
محمد أبو العزم
2 التعليقات:
"لذلك وجب على الكل القصد في الحب والكره، الرفع والخفض، المدح والذم، فلا يجور ضد على ضده"
أبلغ ما يقال في هذا الموقف.
فعلت مثلك تماما.. ألقيت النظر سريعا على تعليقات القراء المؤسفة ..وماتوقعت بالنص حدث
أما علموا أن للنفس والموت حرمة وقدسية؟
لكن كما قال ديفيد ثورو: "بأي حق أحزن، أنا الذي لم يكف عن التعجب"
يوم جد حزين.. فيه ودعنا مجددا قيما وأخلاقا تدفن حية كل يوم مذ عقود مضت.
أما الراحل فليس له إلا الله
تحياتي
للأسف صرنا نعانى حالة من التردى الأخلاقي والقيمي . لم يعد لدينا شيء باقى مما يبكى عليه .
حتى حرمة الموت صرنا ننتهكها دون اكتراث .
أشكرك .
إرسال تعليق