الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

بالصور: تفاصيل مظاهرة عابدين ضد التوريث وضد التمديد

وقفة عابدين ضد التوريث
وصلت القاهرة في حوالي الرابعة والنصف، وطوال الطريق كنت متابعا للتحديثات عبر موقع تويتر، كانت الأخبار تصلنا عن اعتقال مجموعات متفرقة من الشباب في محطات مترو وسط البلد، حتى وصلنا خبر احتجاز جميلة إسماعيل عند قصر عابدين، عندئذ علمنا أن اليوم لن يمر بسلام، وأنهم كعادتهم سيحاولون إجهاض الوقفة بشتى الطرق. 

اتصلنا ببقية الزملاء، واتفقنا على اللقاء في محطة التحرير، وصلنا التحرير وكان عددنا أربعة، واتخذنا قرار بالعودة لمحطة محمد نجيب أقرب محطة لقصر عابدين، حتى لو تم القبض علينا، ركبنا المترو ونزلنا في محطة محمد نجيب، كانت كل أبواب الخروج يقف عليها عساكر يرتدون الزي الملكي، وبعض من ظباط أمن الدولة. كانت الساعة آنذاك الخامسة بالضبط، خرجنا من المترو ولم يعترضنا أحد ! 

على أن ذلك لم يكن غريبا أبدا، فحين خرجنا إلى ميدان محمد فريد، واتجهنا نحو القصر، وجدنا الأمن يضرب بعض المتظاهرين في الشارع، ففهمت حينئذ لماذا لم يعترضنا أحد على باب المترو، فهم قد تفرغوا لضرب بقية الزملاء . 

كان صعبا جدا المرور في الشارع الرئيسي المتجه نحو القصر، فدخلنا من شارع صغير به عدة مقاهى، ووجدنا مظاهرة أمامنا مباشرة، كان الأمن يقف على ناصية الشارع الصغير ويصرف الناس، فمررنا من بين الظباط، ودخلنا إلى المظاهرة، كان العدد في بدء المظاهرة حوالى 100 متظاهر، وقفنا نهتف، ضد التوريث، وضد التمديد، وضد الخروج الآمن، كان عمنا كمال خليل يقود الهتاف ومعه الدكتورة كريمة الحفناوى، وأعداد العساكر تتزايد باستمرار حتى وصل الكردون إلى 6 صفوف من العساكر، والميدان حينما صعدت على أثار المنزل المتهدم رأيته أشبه ببلدة تحت حصار المحتل، لايمكن أن ترى سوى سواد عساكر الأمن المركزي، وبياض لواءات الداخلية، وفرق الكاراتية، وضباط أمن الدولة. 

وقفنا نهتف حتى الخامسة والنصف، والعدد يتزايد، وينضم إلينا شباب من كل أطياف الحركات السياسية، وصوت الهتاف يعلو ضد التوريث " يامبارك ياخسيس بعت القدس بالتوريث " .. " التوريث بنقوله لاء .. التمديد بنقوله لاء .. الخروج الأمن لاء " .. " كلمة صدق وكلمة حق التوريث بنقوله لاء " .. 

إلى أن فاجأنا شباب العدالة والحرية بمظاهرة قادمة في حوالي 100 متظاهر وأزيد، ووقف الشارع، وارتبك الأمن، وبدأوا يضربوا دونما وعي، رفع العساكر العصي وانهالوا ضربا على المتظاهرين، حتى الأستاذ محمد عبد القدوس ضربه أحد العساكر بعصاية على وجهه، ولم يفرقوا في الضرب بين رجل وإمرأة، شاب وفتاة، فالكل نال نصيبه من العقاب . 

دخل لواء من لواءات الأمن المركزي إلى قلب المظاهرة، وبدأ يدفع العساكر للخلف، ويأمرهم بالكف عن الضرب، وكانت مظاهرة العدالة والحرية وصلت إلى جوارنا، ولكنهم رفضوا فتح الكردون لينضموا إلينا، أو حتى لنخرج إليهم، وحاول بعض كبار السن الخروج لأن الكرودن قد ضاق علينا جدا، ولم يعد محتملا، حتى إن صحفية أصابها الدوار وكادت تفقد الوعى، ولكنها أسندت نفسها علي، ووقفت بجوارى حتى اتسع الكردون قليلا . 

أصبحنا مظاهرتين، نقف بجوار بعضنا، ولكننا لانستطيع الخروج من واحدة لأخرى، أو حتى الخروج من الكردون تماما، فكلما يمر الوقت يضيق الكردون علينا، وحدثت اشتباكات مرة أخرى بين المتظاهرين وعساكر الأمن المركزي، فالكردون لم يعد محتملا، الجو شديد الحرارة، وهم يضغطون علينا حتى التصقنا ببعضنا كأننا في يوم الحشر !

وبعد مناوشات عدة بين المتظاهرين في المظاهرتين وجنود الأمن المركزي، دخل لواء وفتح المظاهرتين حتى غدونا مظاهرة واحدة، ومن هنا كان توحيد الصف الحقيقي، كان دوى هتافنا يعلو ويعلو، نصدح بالهتاف ضد مبارك وأولاده، وضد الفساد والاستبداد.

وفي أثناء هتافنا اعتدى الأمن على فتاة على الرصيف المقابل، خمسة من الأمن اعتدوا عليها وضربوها، وجاءتنا أخبار أن بنتين أخريتين تم الاعتداء عليهما بالقرب من القصر أيضا، وطوال المظاهرة كانت تأتينا الاخبار عن الاعتقالات والضرب في صفوف النشطاء . 

وفي خضم المظاهرة، كان أحد الناشطين يهتف وفي يده صورة لجمال مبارك فرفعها وحرق الصورة، فعلى صوت الهتاف، وأضحى هديرا كهدير الأمواج العاتية، وعندئذ فتح العساكرالكردون ودخلت فرق الكاراتيه وحاولوا خطف الناشط، وحصل جذب وشد بينهم وبين المتظاهرين، وبدأت موجة جديدة من الاعتداءات طالت الجميع كالعادة، إلا أن الشباب تعلقوا بالناشط ولم يتركوه حتى أعادوه إلى المظاهرة، ولم يتوقف الاختطاف طوال المظاهرة، فبين لحظة وأخرى يخطفون ناشط من بيننا، أو ناشطة تحاول الانضمام إلينا من الرصيف المقابل. 

في تقديري أننا في تلك اللحظة كنا تجاوزنا الألف ناشط، فالمظاهرة كانت كبيرة فعلا، وكان صوت الهتاف يعلو ويعلو، حتى جاءتنا أخبار عن اعتقال شباب في الاسكندرية، ووصول عدد المعتقلين في القاهرة إلى 50 معتقل، فأعلن منظمو المظاهرة أننا سنفض المظاهرة ونذهب لنقابة الصحفيين بعد ساعة، رفض الشباب، وأعلنوا الاعتصام في أماكنهم، واستمرت الهتافات مرة أخرى ضد مبارك وجمال ووزارة الداخلية، وكالعادة لم تكد تمر دقائق حتى حدثت اشتباكات مرة أخرى بين المتظاهرين وعساكر الأمن المركزي، ودخل بعض الضباط لفض الاشتباك بين المتظاهرين والعساكر . 

وبعد ساعة تقريبا، أعلن الشباب فض الاعتصام هنا، والتوجه لنقابة الصحفيين، وبعد مفاوضات مع الأمن فتح الكردون ووافق على خروج خمسة خمسة، خرج البنات وكبار السن، وجلسنا نحن على الأرض حتى فتحوا لنا الكردون من الناحيتين. 

توجهنا للنقابة، واعتصمنا عندها، حتى جاءتنا الأخبار واحدة تلو الأخرى بخروج عدد من المعتقلين، بعضهم ألقى على طريق العين السخنة، وبعضهم على طريق القاهرة الإسماعيلية، ولم نفض اعتصامنا حتى علمنا أن كل المعتقلين قد خرجوا . 

شهادة يتعين علي ذكرها أن الشباب مع عم كمال خليل كان لهم دور هائل في قيادة المظاهرة، فعم كمال ظل يهتف منذ الخامسة، وحتى غادرنا نقابة الصحفيين في التاسعة والنصف، ولم يتركنا حتى خرج كل المعتقلين.
الصور:
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث
وقفة عابدين ضد التوريث  
حرق صورة الننوس
حرق صورة جمال مبارك في وقفة عابدين


Share/Bookmark

9 التعليقات:

غير معرف يقول...

حمد الله عى السلامه ومجهود مشكور عليه ياابوالعزم

محمد مرعى يقول...

بوسط رائع يامحد , تسلم ايدك

محمد مرعى يقول...

بوسط رائع وصور ممتازة يامحمد , تسلم ايدك ياجميل ,

Hossam Hassan يقول...

حمدالله ع السلامه يا ابوالعزم
لقد تم سحلنا فى الاسكندريه بشكل رهيب

غير معرف يقول...

ماذا سيحدث لو تم الاعتداء على الظباط والعسكر مثل ما يعتدون علينا واذقناهم من نفس الكاس

محمد أبو العزم يقول...

العسكري مغلوب على أمره وبعد الظباط برضو ، ودوول مهما كان زينا ، مغلوبين على أمرهم ..

إنت لازم تفهمه قضيتك صح ، ودورك إنك توعيه مش تأذيه ..

تحياتي

عمار السواد ammarsawad يقول...

شكرا لاشراكنا في الشهادة

محمد أبو العزم يقول...

العفو ياعمار ..

غير معرف يقول...

http://miniurl.com/57683
check this out

إرسال تعليق