الخميس، 14 أكتوبر 2010

عنها.. ( خاطرة )

189960 يعرف كل من كابد مشقة الكتابة، ذلك الشعور السخيف، عندما تمسك بقلمك لتكتب كلمات تنقل مشاعرك الكامنة بداخلك إلى شخص له مكانة كبيرة لديك. وتزداد المعاناة ويرتفع سقف المشقة حين يلوح في الأفق عدم اكتراثه بما ستكتبه له، لذلك حين أمسكت بالقلم لأكتب إليها، كتبت عنها ! 
تحتشد الأفكار برأسي، وتطل الكلمات الرقراقة برأسها أمامي طالبة مني أن أنزلها على الورقات البيضاء، لكني أرى كل ذلك قطرات في بحر عذوبتها، لايمكن أن تصف نهرا بأنه حوض مياه، ولايمكن أن تصفها بأنها جميلة فحسب. 
هى طفلتي، تضحك حين أقول لها " أنتى طفلة كبيرة " .. تشبه في عذوبتها ملامح العذراء وهى حزينة تحمل ولدها الصغير، هى في حزنها أشد جمالا، وفي فرحها أشد تأثيرا، لا أعرف كيف أوصفها، فالكلمات تتفلت مني بعدما أغرتني بالكتابة عنها. 
تسحقني بصوتها، فالكلمات تخرج من بين شفتيها بتناغم موسيقي يعجز عنه كبار الموسيقيين، أقف أمامها منصتا، أخشى أن ينقطع صوتها، فهو بالنسبة لي كماء الحياة الذي يبعثني من جديد. 
في عينيها بحور غائرة احتفظتْ بها لنفسها سنوات طوال، وحتى الأن تأبى أن تفتح بحر عينيها لأي سابح، مهما كان ماهرا، فهى عنيدة كالأطفال، لايترك الشيء حتى يأخذه، هى لاتسمح إلا لمن تريد، ولاتريد إلا حين ينفتح قلبها، وقلبها موصد أمام الجميع.
تظن نفسها صعبة، معقدة. هى سهلة لدرجة الصعوبة، بسيطة لدرجة التعقيد، من فرط تلقائيتها تتحير فيها، من فرط بشاششتها تتعقد كلماتها أمامك، هى كالطفل الصغير يقف أمامك ليطلب منك شيئاً، وأنت لاتفهمه، ولكنك تسعد بابتسامته. 
هى بريئة إلى الحد الذي يتعجب منه الجميع، يظن بعضهم أنها تدعى البراءة، لكن بمجرد أن يراها وهى تتكلم لايساوره شك في " الطفلة الكبيرة " التي تحدثه . 
أول مرة لقيتها كانت الشمس ساطعة في سماءها الواسعة، وكانت براءتها ساطعة في سماء وجهها المضئ، تنعكس أشعة الشمس على وجهها فتزداد ألقا وجمالا، وكأنها قطعة من الماس حين يسقط الضوء عليها، تعكس جمالا في كل العيون الناظرة. 
وفي المرة الثانية، كان القمر ينخسف في سماءه، يخشى أن يراه الناس إلى جوارها، فيفقد ذلك البريق الذي عرفه الناس عنه. 
أكتب تلك الكلمات وأدرك أنها لن تقرأها، وإن قرأتها لن تعبأ بها، بل ربما سخرت منها، ومن جنوني، لكني أكتبها لعلها في يومِ تجلس وحيدة تتذكر أن مجنونا بها كتب عنها..!
محمد أبو العزم

Share/Bookmark

15 التعليقات:

غير معرف يقول...

ابعتهالها طيب :)

حلوه قوي الخاطره تسلم ايدك

تحياتي

عمرو أسامة يقول...

رائعه انا بحب النوع دا من الرومانسية اوووووى

أحمد عادل عواد يقول...

حلوة يا ابو العزم ولو اني بكره الحب الصامت او العاجز

محمد أبو العزم يقول...

فتاة من الصعيد .. أشكرك جدا على تعليقك
أسعدني مرورك

محمد أبو العزم يقول...

عمرو أسامة ..
شكرا على مرورك ياجميل ..
وأكيد هكتب حاجات تانية من النوعية دى طالما بتعجبك

محمد أبو العزم يقول...

أحمد عادل
شكرا على مرورك أولا
ثانيا أحيانا ياأحمد مابيكونش عندك غير الحب الصامت !

غير معرف يقول...

مش قلت لك الصب تفضحه عيونه ، إحساس عالي ورقيق ، ولغة عربية جميلة وسليمة كنت أخشي ان الشباب نسيوها ، لو لم يكن للحب نعمة إلا هذه المشاعر لكفي ، فمابالك وهو يدفعك للكتابة ..

محمد أبو العزم يقول...

أستاذ محمد
انا سعيد جدا إنك شرفتني بتعليقك..
وكلامك أسعدني جدا.. وأداني أمل إني بعرف أكتب
تحياتى لك

Professor Sam يقول...

كلام جميل....
الرجاء تحديث التويتر بتاعك لأني عندما حاولت متابعتك طلع لي http://twitter.com/deluxetemplates

محمد أبو العزم يقول...

التويتر عندي ليس به مشكلة تفضل حاول مرة ثانية http://twitter.com/maboulazm

anaZAAAAAD يقول...

لكني أكتبها لعلها في يومِ تجلس وحيدة تتذكر أن مجنونا بها كتب عنها..!
د عجبانى

7awadeet يقول...

بجد احيك عاجبني انها رومانسية رزينة (مفيهاش تسبيل وتلزيق) :)
اللغة كمان علي قد ما هي قوية لكن سلسة وبسيطة اما المشاعر فهكتفي بان كل بنت تتمني يتكتب عنها زي مانت كتبت عن صاحبة الخاطرة... انا اول مرة اخد جولة في البلوج كنت فاكراه سياسي بس لكن الجزء الادبي فيه ابهرني

محمد أبو العزم يقول...

تعليقك شرف لى ياأستاذة ..
أشكرك شكرا جزيلا

غير معرف يقول...

حلوة جدا ,رائعة بس هى كاملة لدرجة انى لما لاحظت الكلمة دى حسيتها لو اتعدلت تبقى احسن "الكلمات تنفلت " افضل من تتفلت و ممكن اكون غلطانة بس هى فعلا perfect
ريهام

محمد أبو العزم يقول...

الإيقاع الموسيقى لكلمة تنفلت هيتقل الجملة فى النطق ياريهام .. ومش هتحسى بسلاسة وإنتى بتقريها ..
شكرا جزيلا ليكى على التعليق ..
تحياتى

إرسال تعليق