الاثنين، 4 يناير 2010

هل يستحق الشعب المصري مايناله من نظام مبارك ؟

http://productnews.link.net/reuters/OLMEITE_iptc/26-09-2007/2007-09-26T174222Z_01_NOOTR_RTRIDSP_2_OEGIN-EGYPT-BREAD.jpg

كتيراً ما أتساءل هل يستحق هذا الشعب الفقر والجهل والمرض والظلم والاستبداد الذي يعيش فيه ؟ . قد يبادر البعض بالجواب ويؤكد أن شعبنا شعبٌ طيب مسالم مسكين لاحول له ولاقوة . فهل الشعب المتصف بهذه الصفات يستحق تلك المعاناة ؟.

لكن المتأمل في أحوال هذا الشعب قد يجده مستحقاً لكثيرٍ من الظلم والاستبداد والفساد الذي يعيش فيه . وسأدلل على ذلك بدلائل كثيرة . منها :
1- جميعنا يستاء جدًّا إذا كان واقفاً في صفٍ أو منتظرٍ لوظيفة أو غير ذلك ثم يجد من جاء بعده أنهى ماجاء لأجله بينما هو لايزال قابعاً في مكانه أو أخذ وظيفة من حقه، ونلعن الدنيا والحكومة لأننا في زمن المحسوبية . بيد أننا نحن الذين استئنا من تلك المحسوبية الجائرة في أول فرصة تتاح لنا نستخدم المحسوبية لتخليص مصالحنا ونتحجج بأننا في زمن لم يعد فيه ضمير .

2- الكثيرون من هذا الشعب حين يطلب منهم موظف بصورة مباشرة أو غير مباشرة رشوة يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن الله الراشى والمرتشى " ويردده في نفسه مستنكراً حال هذا الموظف المرتشى ، بيّد أننا حين تتعقد الأمور نتذكر النصف الثاني من الحديث فقط وندفع لهذا الموظف مايطلبه . بل والأكثر دهشة من ذلك أن مَنْ كان يردد ذلك الحديث حين يعود إلى مكتبه في محل عمله لايجد أي غضاضة في طلب رشوة من المواطنين ولكنه في تلك الحالة يتذكر النصف الأول من الحديث متحججا بظروف المعيشة الصعبة .

3- قبيل الانتخابات التشريعية يتذكر المواطنون جيداً المعاملة التى لقوها من مرشح الحزب الحاكم ، وكيف أنه لم يأتِ لدائرته إلا في الأعياد . كما أنه لم يقدم لأهل دائرته الخدمات التى وعد بها ولم يطلبوها إبان حملة ترشحه ، كما أنه لم يدافع عن حقوقهم المسلوبة تحت قبة البرلمان وإنما كان لساناً ناطقاً باسم الحكومة . ولكن مع كل ذلك فنفس هؤلاء المواطنين يدلون بأصواتهم لمرشح الحزب الحاكم مقابل بعض الرشاوى الانتخابية التى يقدمها لهم ، وليست تلك الرشاوى بالشرط أموال ، بل كثيراً ماتكون في صورة خدمات ، ولكم في انتخابات نقابة الصحفيين عبرة .

4- أثناء تجوالي في الشوارع ، وحين أستقل بعض المواصلات ، ألاحظ شيئاً قد يلاحظه الجميع من حولي ، ألا وهو سب النظام المصري من أعلى فرد فيه إلى أقل فرد فيه . فمن اتهاماتٍ بالفساد والظلم والاستبداد إلى اتهاماتٍ بالعمالة والخيانة بل يصل الأمر إلى استخدام الألفاظ النابية في إهانة رموز النظام . لكن هؤلاء الذين يسبون النظام ليل نهار هم أنفسهم من يعلقون لافتات الترحيب بالرئيس على غرار " كلنا بنحبك ياريس " .. " مصر كلها بتحبك ياريس " .. " نعم لفترة رئاسية سادسة " .. إلى غير ذلك من صور النفاق المقيت .

5- حين ظفرت مصر بكأس الأمم الأفريقية 2006 و 2008 خرج الشعب المصري كما لو كنا حررنا القدس ، وكانت الهتافات تتعالى والأعلام ترفرف والكل يردد " مصر .. مصر .. مصر " وكانت الجموع بالألاف بحيث يظن المرء أن هذا الشعب لايسكت على ظلم أو فساد .. بيّد أن الذين خرجوا في مظاهرات الفرحة والنصر لايخرجوا حين يُصدر الغاز لاسرائيل أو يُمارس ضدهم القمع والظلم لإقامة مولد اليهودي أبو حصيرة ، أو حتى حين يُبنى جداراً فولاذياً لقتل إخواننا في غزة .

كل هذه الدلائل وأكثر منها يصور لنا حال هذا الشعب الذي استمرأ الظلم والفساد والقمع والاستبداد . قد يحاول البعض التبرير بأن هذا الشعب قد اسُتهلك في طلب الرزق خاصة إذا ماعلمنا أن 42% من هذا الشعب تحت خط الفقر، لكن في رؤيتي هذا قد يكون دافعاً أكبر للتخلص من رموز الفساد والظلم والاستبداد ، لا الاحتفاء بهم والتملق إليهم كي نحصل على حقوقنا !

الذي أود قوله هنا .. أنني لستُ بصدد تحميل الشعب المصري المسئولية الكاملة عما يحدث له من ذل وامتهان، بيّد أنني أريد إيصال رسالة لهذا الشعب أن الشعوب هي المحرك الرئيسي في كل عمليات التحرر من الاحتلال الخارجي والداخلي ، وأردد هنا قول الشاعر أبو القاسم الشابي :


إذا الشــعبُ يومًــا أراد الحيــاة  فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـلي     ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ
ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة   تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

فياشعب مصر انفضوا عنكم غبار السلبية، وتحرروا من عبودية النظام المستبد، واعلموا أن حريتكم بأيديكم، وأن سقوط هذا النظام المستبد مرهوناً بتحرككم الفعلي وتلاحمكم من أجل إسقاطه ، وتذكروا قول الله " إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " . 

محمد أبو العزم
4/1/2010


Share/Bookmark

1 التعليقات:

كريم يقول...

والله يعنى كتير جدا وملايين الناس تتمنى لو تاتى عاصفة تأخذ بهؤلاء الحرامية لكن......... فى احلامهم فقط

إرسال تعليق