الخميس، 29 أبريل 2010

الحسبة المسيحية...!

s4201011185756 .. تقدم صباح الأثنين (26/4)، نجيب جبرائيل محامى الكنيسة، ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه الباحث الدكتور يوسف زيدان بازدراء الأديان والإساءة للدين المسيحى، تبعاً لموقع اليوم السابع .

.. وكان جبرائيل قد صرح منذ أيام أنه يعتزم تقديم بلاغ ضد الدكتور يوسف زيدان ، إذ أنه التزم الصمت كثيراً أمام تصريحات زيدان. وكان السبب الرئيس وراء اشتعال تلك الأزمة بعض تصريحات الدكتور يوسف زيدان في أجوبته على أسئلة قراء موقع اليوم السابع، حيث أكد زيدان أن المسيحيين تأثروا بالأساطير والخرافات مما جعلهم يعتقدون أن الله قد نزل من السماء لينقذ البشرية، وعلق زيدان قائلاً: " طب ما كان ينقذنا وهو فوق"، مما اعتبره جبرائيل تهكماً على العقيدة المسيحية.

.. ورداً على تصريحات زيدان حول عمرو بن العاص، وأن العصور التي سبقته كان المسيحيون يعانون فيها الاضطهاد والتعذيب على أيدى الرومان، حتى خلصهم عمرو بن العاص، علق جبرائيل قائلاً: " إن المسيحيين لم يشعروا بالأمان يوما فى عصر عمرو بن العاص، والذى لا يختلف كثيرا عن العصر الرومانى الذى عانينا فيه من الاضطهاد والتعذيب، ولم يقدم ابن العاص أى شىء طيب للمسيحيين، بل على العكس تم نهب أموال الكنيسة وحرق مكتبة الإسكندرية فى عهده. "

.. يذكر أن جبرائيل هو رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، وبحسب موقع الإتحاد يُعرف الإتحاد على أنه منظمة غير حكومية رسمية تعمل فى مجال حقوق الانسان طبقا لميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمى لحقوق الانسان والفيدرالية الدولية فى جنيف وباريس وطبقا للدستور والقوانين المصرية .

.. الغريب والمدهش أن رئيس منظمة تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي ورد في المادة 19 منه: “ لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية. ” .. يتقدم ببلاغ ضد مفكر يبدى رأيه، ويعبر عن أفكاره، ليمنع هذا المفكر من إبداء رأيه..

.. والسؤال هنا : ماذا لو كان المتقدم ببلاغ ضد يوسف زيدان هو الشيخ يوسف البدري؟ ألم يكن نجيب جبرائيل أول المصرحين بأنه مع الدكتور زيدان، وأن على الشيخ يوسف البدري عدم إرهاب المفكرين؟ ألم تكن حظيرة فاروق حسني ستبادر بالتشنيع والإنكار على الرجل ؟ ألم تكن المقالات ستدبج، والصفحات ستسود لأجل الهجوم على الحسبة الإسلامية ؟

.. إننا إزاء حالة من الإزدواجية في التعاطى مع القضايا الفكرية، ذلك أن القضية لو كانت تخص مفكر لاظهر له: وزير فنان، محامي طائفي مرتبط بأجندة غربية، كنيسة تدعمه، حظيرة تدافع عنه.. فإنه يصبح “ ملطشة ” للجميع، ولا أحد يسأل عنه، ولا أحد يدافع عن حرية التعبير، وحرية الفكر، أما إذا كان من الحظيرة، أو الجوقة الطائفية، فإنه يلقى دعماً على كافة الأصعدة .

.. لذلك أحب أن أعلن عن تضامني الكامل مع الدكتور يوسف زيدان في حقه في التعبير عن رأيه، طالما يستند في ذلك إلى أصول البحث العلمي . وعلى المتضرر محاربة الفكر بالفكر، وليس برفع القضايا على المفكرين ..

المقال على جريدة “ المصريون “


Share/Bookmark

0 التعليقات:

إرسال تعليق